الحق سبحانه وتعالى جعل الزمن ليلاً ونهاراً ظرفاً للأحداث ، وجعل لكل منهما مهمة لا تتأتى مع الآخر ، فهما متقابلان لا متضادان ، فليس الليل ضد النهار أو النهار ضد الليل ؛ لأن لكل منهما مهمة ، والتقابل يجعلهما متكاملين .
ولذلك أراد الله تعالى أن ينظر بالليل والنهار في جنس الإنسان من الذكورة والأنوثة ، فهما أيضاً متكاملان لا متضادان ، حتى لا تقوم عداوة بين ذكورة وأنوثة ، كما نرى البعض من الجنسين يتعصب لجنسه تعصباً أعمى خالياً من فهم طبيعة العلاقة بين الذكر والأنثى .
فالليل والنهار كجنس واحد لهما مهمة ، أما من حيث النوع فلكل منهما مهمة خاصة به ، وإياك أن تخلط بين هذه وهذه . وتأمل قول الحق سبحانه : { والليل إذا يغشى " 1 " والنهار إذا تجلى " 2 " وما خلق الذكر والأنثى " 3 " إن سعيكم لشتى " 4 " }( سورة الليل ) : فلا تجعل الليل ضداً للنهار ، ولا النهار ضداً لليل ، وكذلك لا تجعل الذكورة ضداً للأنوثة ، ولا الأنوثة ضداً للذكورة . قوله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : جعلنا : بمعنى خلقنا ، والليل والنهار هما المعروفان لنا بالمعايشة والمشاهدة ، ومعرفتنا هذه أوضح من أن نعرفهما ، فنقول مثلاً : الليل هو مغيب الشمس عن نصف الكرة الأرضية ، والنهار هو شروق الشمس على نصف الكرة الأرضية .
إذن : قد يكون الشي أوضح من تعريفه . والحق سبحانه خلق لنا الليل والنهار ، وجعل لكل منهما حكمة ومهمة ، وحينما يتحدث عنهما ، يقول تعالى : { والضحى " 1 " والليل إذا سجى " 2 " } ( سورة الضحى ) .
ويقول : { والليل إذا يغشى " 1 " والنهار إذا تجلى " 2 " } ( سورة الليل ) ، ومرة يتحدث عن اللازم لهما ، فيقول : { وجعل الظلمات والنور " 1 " }( سورة الأنعام ) : لأن الحكمة من الليل تكمن في ظلمته ، والحكمة من النهار تكمن في نوره ، فالظلمة سكن واستقرار وراحة . وفي الليل تهدأ الأعصاب من الأشعة والضوء ، ويأخذ البدن راحته ؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " أطفئوا المصابيح إذا رقدتم " .
في حين نرى الكثيرين يظنون أن الأضواء المبهرة التي نراها الآن مظهر حضاري ، وهم غافلون عن الحكمة من الليل ، وهي ظلمته .
والنور للحركة والعمل والسعي ، فمن ارتاح في الليل يصبح نشيطاً للعمل ، ولا يعمل الإنسان إلا إذا أخذ طاقة جديدة ، وارتاحت أعضاؤه ، ساعتها تستطيع أن تطلب منه أن يعمل . لذلك قال الحق سبحانه : { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار . . " 73 " } ( سورة القصص ) : لماذا ؟ { لتسكنوا فيه . . " 73 " }
( سورة القصص ) : أي : في الليل . { ولتبتغوا من فضله . . " 73 " } ( سورة القصص ) : أي : في النهار .
إذن : لليل مهمة ، وللنهار مهمة ، وإياك أن تخلط هذه بهذه ، وإذا ما وجد عمل لا يؤدي إلا بالليل كالحراسة مثلاً ، نجد الحق سبحانه يفتح لنا باباً لنخرج من هذه القاعدة العامة . فيقول تعالى : { ومن آياته منامكم بالليل والنهار . . " 23 " }( سورة الروم ) : فجعل النهار أيضاً محلاً للنوم ، فأعطانا فسحة ورخصة ، ولكن في أضيق نطاق ، فمن لا يقومون بأعمالهم إلا في الليل ، وهي نسبة ضئيلة لا تخرق القاعدة العامة التي ارتضاها الحق سبحانه لتنظيم حركة حياتنا .
فإذا النهار أيضاً محلاً للنوم ، فأعطانا فسحة ورخصة ، ولكن في أضيق نطاق ، فمن لا يقومون بأعمالهم إلا في الليل ، وهي نسبة ضئيلة لا تخرق القاعدة العامة التي ارتضاها الحق سبحانه لتنظيم حركة حياتنا .
فإذا خرج الإنسان عن هذه القاعدة ، وتمرد على هذا النظام الإلهي ، فإن الحق سبحانه يردعه بما يكبح جماحه ، ويحميه من إسرافه على نفسه ، وهذا من لطفه تعالى ورحمته بخلقه .
هذا الردع إما ردع ذاتي اختياري ، وإما ردع قهري الردع الذاتي يحدث للإنسان حينما يسعى في حركة الحياة ويعمل ، فيحتاج إلى طاقة ، هذه الطاقة تحتاج إلى دم متدفق يجري في أعضائه ، فإن زادت الحركة عن طاقة الإنسان يلهث وتتلاحق أنفاسه ، وتبدو عليه أمارات التعب والإرهاق ، لأن الدم المتوارد إلى رئته لا يكفي هذه الحركة .
وهذا نلاحظه مثلاً في صعود السلم ، حيث حركة الصعود مناقضة لجاذبية الأرض لك ، فتحتاج إلى قوة أكثر ، وإلى دم أكثر وتنفس فوق التنفس العادي .
فكأن الحق سبحانه وتعالى جعل التعب والميل إلى الراحة رادعاً ذاتياً في الإنسان ، إذا ما تجاوز حد الطاقة التي جعلها الله فيه .
أما الردع القهري فهو النوم ، يلقيه الله على الإنسان إذا ما كابر وغالط نفسه ، وظن أنه قادر على مزيد من العمل دون راحة ، فهنا يأتي دور الرادع القسري ، فينام رغماً عنه ولا يستطيع المقاومة ، وكأن الطبيعة التي خلقها الله فيه تقول له : ارحم نفسك ، فإنك لم تعد صالحاً للعمل .
فالحق تبارك وتعالى لا يسلم الإنسان لاختياره ، بل يلقي عليه النوم وفقدان الوعي والحركة ليحميه من حماقته وإسرافه على نفسه .
لذلك نرى الواحد منا إذا ما تعرض لمناسبة اضطرته لعدم النوم لمدة يومين مثلاً ، لابد له بعد أن ينتهي من مهمته هذه أن ينام مثل هذه المدة التي سهرها ؛ ليأخذ الجسم حقه من الراحة التي حرم منها . وقوله تعالى : { آيتين . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : قلنا : إن الآية هي الشيء العجيب الذي يدعو إلى التأمل ، ويظهر قدرة الخالق وعظمته سبحانه ، والآية تطلق على ثلاثة أشياء :
تطلق على الآيات الكونية التي خلقها الله في كونه وأبدعها ، وهذه الآيات الكونية يلتقي بها المؤمن والكافر ، ومنها كما قال تعالى : { ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر . . " 37 " } ( سورة فصلت ) ، { ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام " 32 " } ( سورة الشورى ) : وهذه الآيات تلفتنا إلى قدرة الخالق سبحانه وتعالى .
وتطلق الآيات على المعجزات التي تصاحب الرسل ، وتكون دليلاً على صدقهم ، فكل رسول يبعث ليحمل رسالة الخالق لهداية الخلق ، لابد أن يأتي بدليل على صدقه وأمارة على أنه رسول .
وهذه هي المعجزة ، وتكون مما نبغ فيه قومه ومهروا ؛ لتكون أوضح في إعجازهم وأدعى إلى تصديقهم . قال تعالى : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون . . " 59 " } ( سورةالإسراء )
وتطلق الآيات على آيات القرآن الكريم الحاملة للأحكام .
إذن : هذه أنواع ثلاثة في كل منها عجائب تدعوك للتأمل ، ففي الأولى : هندسة الكون ونظامه العجيب البديع الدقيق ، وفي الثانية : آيات الإعجاز ، حيث أتى بشيء نبغ فيه القوم ، ومع ذلك لم يستطيعوا الإتيان بمثله ، وفي الثالثة : آيات القرآن وحاملة الأحكام ؛ لأنها أقوم نظام لحركة الحياة .
فقول الحق سبحانه : { وجعلنا الليل والنهار آيتين . . " 12 " }( سورة الإسراء ) : أي : كونيتين ، ولا مانع أن تفسر الآيات الكونية آيات القرآن . وقوله : { فمحونا آية الليل . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : أي : بعد أن كان الضوء غابت الشمس فحل الظلام ، أو محوناها : أي جعلناها هكذا ، كما قلنا : سبحان من بيض اللبن . أي خلقه هكذا ، فيكون المراد : خلق الليل هكذا مظلماً .
{ وجعلنا آية النهار مبصرة . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : أي : خلقنا النهار مضيئاً ، ومعنى مبصرة أو مضيئة أي : نرى بها الأشياء ؛ لأن الأشياء لا ترى في الظلام ، فإذا حل الضياء والنور رأيناها ، وعلى هذا كان ينبغي أن يقول : وجعلنا آية النهار مبصراً فيها ، وليست هي مبصرة .
وهذه كما في قوله تعالى في قصة موسى وفرعون : { فلما جاءتهم آياتنا مبصرة . . " 13 " } ( سورة النمل ) : فنسب البصر إلى الآيات ، كما نسب البصر هنا إلى النهار .
وهذه مسألة حيرت الباحثين في فلسفة الكون وظواهره ، فكانوا يظنون أنك ترى الأشياء إذا انتقل الشعاع من عينك إلى المرئي فتراه . إلى أن جاء العالم الإسلامي " ابن الهيثم " الذي نور الله بصيرته ، وهداه إلى سر رؤية الأشياء ، فأوضح لهم ما وقعوا فيه من الخطأ ، فلو أن الشعاع ينتقل من العين إلى المرئي لأمكنك أن ترى الأشياء في الظلمة إذا كنت في الضوء .
إذن : الشعاع لا يأتي من العين ، بل من الشيء المرئي ، ولذلك نرى الأشياء إن كانت في الضوء ، ولا نراها إن كانت في الظلام .
وعليه يكون الشيء المرئي هو الذي يبصرك من حيث هو الذي يتضح لك ، ويساعدك على رؤيته ، ولذلك نقول : هذا شيء يلفت النظر أي : يرسل إليك ما يجعلك تلتفت إليه .
إذن : التعبير القرآني : { وجعلنا آية النهار مبصرة . . " 12 " }( سورة الإسراء ) : على مستوى عال من الدقة والإعجاز ، وصدق الله تعالى حين قال : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق . . " 53 " }( سورة فصلت ) .
وقوله تعالى : { لتبتغوا فضلاً من ربكم . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : وهذه هي العلة الأولى لآية الليل والنهار . أي : أن السعي وطلب الرزق لا يكون إلا في النهار ؛ لذلك أتى طلب فضل الله ورزقه بعد آية النهار ، ومعلوم أن الإنسان لا تكون له حركة نشاطية وإقبال على السعي والعمل إلا إذا كان مرتاحاً ولا تتوفر له الراحة إلا بنوم الليل .
وبهذا نجد في الآية الكريمة نفس الترتيب الوارد في قوله تعالى : { ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله . . " 73 " } ( سورة القصص ) : فالترتيب في الآية يقتضي أن نقول : { لتسكنوا فيه . . " 73 " }( سورة القصص ) : أي : في الليل .
{ ولتبتغوا من فضله . . " 73 " } ( سورة القصص ) : أي : في النهار ، وعمل النهار لا يتم إلا براحة الليل ، فهما إذن متكاملان .
والحق سبحانه وتعالى جعل النهار محلاً للحركة وابتغاء فضل الله ؛ لأن الحركة أمر مادي وتفاعل مادي بين الإنسان ومادة الكون من حوله ، كالفلاح وتفاعله مع أرضه ، والعامل تفاعله مع آلته .
هذا التفاعل المادي لا يتم إلا في ضوء ؛ لأن الظلمة تغطي الأشياء وتعميها ، وهذا يتناسب مع الليل حيث ينام الناس ، أما في السعي والحركة فلابد من ضوء أتبين به الفاعل والمنفعل له ، ففي الظلمة قد تصطدم بما هو أقوى منك فيحطمك ، أو بما هو أضعف منك فتحطمه .
إذن : فأول خطوات ابتغاء فضل الله أن يتبين الإنسان المادة التي يتفاعل معها . لذلك ، فالحق سبحانه جعل الظلمة سابقة للضياء . فقال تعالى : { وجعل الظلمات والنور . . " 1 " } ( سورة الأنعام ) : لأن النور محل للحركة ، ولا يمكن للإنسان أن يعمل إلا بعد راحة ، والراحة لا تكون إلا في ظلمة الليل . وقوله تعالى : { ولتعلموا عدد السنين والحساب . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : وهذه هي العلة الأخرى لليل والنهار ، حيث بمرورهما يتم حساب السنين . وكلمة " عدد " تقتضي شيئاً له وحدات ، ونريد أن نعرف كمية هذه الوحدات ؛ لأن الشيء إن لم تكن له كميات متكررة فهو واحد . وقوله : { السنين والحساب . . " 12 " } ( سورة الإسراء ) : لأنها من لوازم حركتنا في الحياة ، فعن طريق حساب الأيام نستطيع تحديد وقت الزراعات المختلفة ، أو وقت سقوط المطر ، أو هبوب الرياح . وفي العبادات نحدد بها أيام الحج ، وشهر الصوم ، ووقت الصلاة ، ويوم الجمعة ، هذه وغيرها من لوازم حياتنا لا نعرفها إلا بمرور الليل والنهار .
ولو تأملت عظمة الخالق سبحانه لوجدت القمر في الليل ، والشمس في النهار ، ولكل منهما مهمة في حساب الأيام والشهور والسنين ، فالشمس لا تعرف بها إلا اليوم الذي أنت فيه ، حيث يبدأ اليوم بشروقها وينتهي بغروبها ، أما بالقمر فتستطيع حساب الأيام والشهور ؛ لأن الخالق سبحانه جعل فيه علامة ذاتية يتم الحساب على أساسها ، فهو في أول الشهر هلال ، ثم يكبر فيصير إلى تربيع أول ، ثم إلى تربيع ثان ، ثم إلى بدر ، ثم يأخذ في التناقص إلى أن يصل إلى المحاق آخر الشهر .
إذن : نستطيع أن نحدد اليوم بالشمس والشهور بالقمر ، ومن هنا تثبت مواقيت العبادة بالليل دون النهار ، فتثبت رؤية رمضان ليلاً أولاً ، ثم يثبت نهاراً ، فنقول : الليلة أول رمضان ، لذلك قال تعالى :
{ هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب . . " 5 " }
( سورة يونس ) .
فقوله : { وقدره . . " 5 " } ( سورة يونس ) : أي : القمر ؛ لأن به تتبين أوائل الشهور ، وهو أدق نظام حسابي يعتمد عليه حتى الآن عند علماء الفلك وعلماء البحار وغيرهم . و : { منازل . . " 5 " } ( سورة يونس ) : هي البروج الاثنى عشر للقمر التي أقسم الله بها في قوله تعالى : { والسماء ذات البروج " 1 " واليوم الموعود " 2 " وشاهد ومشهود " 3 " }( سورة البروج ) .
ولأن حياة الخلق لا تقوم إلا بحساب الزمن ، فقد جعل الخالق سبحانه في كونه ضوابط تضبط لنا الزمن ، وهذه الضوابط لا تصلح لضبط الوقت إلا إذا كانت هي في نفسها منضبطة ، فمثلاً أنت لا تستطيع أن تضبط مواعيدك على ساعتك إذا كانت غير منضبطة ( تقدم أو تأخر ) ، لذلك يقول الخالق المبدع سبحانه عن ضوابط الوقت في كونه : { الشمس والقمر بحسبانٍ " 5 " } ( سورة الإسراء ) : أي : بحساب دقيق لا يختل ، وطالما أن الخالق سبحانه خلقها بحساب فاجعلوها ضوابط لحساباتكم . وقوله تعالى : { وكل شيءٍ فصلناه تفصيلاً " 12 " } ( سورة الإسراء ) : معنى التفصيل أن تجعل بيناً بين شيئين ، وتقول : فصلت شيئاً عن شيء ، فالحق سبحانه فصل لنا كل ما يحتاج إلى تفصيل ، حتى لا يلتبس علينا الأمر في كل نواحي الحياة .
ومثال ذلك في الوضوء مثلاً يقول سبحانه : { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق . . " 6 " } ( سورة المائدة ) : فأطلق غسل الوجه ؛ لأنه لا يختلف عليه أحد ، وحدد الأيدي إلى المرافق ، لأن الأيدي يختلف في تحديدها ، فاليد قد تكون إلى الرسغ ، أو إلى المرفق ، أو إلى الكتف ، لذلك حددها الله تعالى ، لأنه سبحانه يريدها على شكل مخصوص .
وكذلك في قوله تعالى : { وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين . . " 6 " } ( سورة المائدة ) : فالرأس يناسبها المسح لا الغسل ، والرجلان كاليد لابد أن تحدد . فإذا لم يوجد الماء أو تعذر استعماله شرع لنا سبحانه التيمم ، فقال تعالى : { فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم . . " 43 " } ( سورة النساء ) : والتيمم يقوم مقام الوضوء ، من حيث هو استعداد للصلاة ولقاء الحق سبحانه وتعالى ، وقد يظن البعض أن الحكمة من الوضوء الطهارة والنظافة ، وكذلك التيمم ؛ لذلك يقترح بعضهم أن ننظف أنفسنا بالكولونيا مثلاً .
نقول : ليس المقصود بالوضوء أو التيمم الطهارة أو النظافة ، بل المراد الاستعداد للصلاة وإظهار الطاعة والانصياع لشرع الله تعالى ، وإلا كيف تتم الطهارة أو النظافة بالتراب ؟
هذا الاستعداد للصلاة هو الذي جعل سيدنا علي زين العابدين رضي الله عنه يصفر وجهه عند الوضوء ، وعندما سئل عن ذلك قال : أتعلمون على من أنا مقبل الآن ؟
فللقاء الحق سبحانه وتعالى رهبة يجب أن يعمل لها المؤمن حساباً ، وأن يستعد للصلاة بما شرعه له ربه سبحانه وتعالى .