النزول : روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : " لم ينزل { بسم الله الرَّحْمان الرحيم } على أحد قبلي إلا على سليمان " .
النزول : روي عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : " لم ينزل { بسم الله الرَّحْمان الرحيم } على أحد قبلي إلا على سليمان " .
الكلام : في التفسير للحمد : { الحمد } والمدح إخوان وهو الثناء الحسن على الجميل من نعمه وغيرها ، تقول : حمدت الرجل على إنعامه ، وحمدته على حسبَه وشجاعَته ، وأما الشكر فهو على النعمة خاصة وهو بالقلب واللسان والجوارح ، قال :
افادتكم النعماء مني ثلاثة *** يدي ولساني والضمير المحجبا
{ رب } الرب السيد المَالك ، وقيل : سيّد الخلق ومالكهم ، وقيل : منشئهم ومربيهم . { العالمين } هم الجن والانس والملائكة . وروي عن زَيد بن علي ( عليه السلام ) أنه قال : " لله تعالى أربعة عشر ألف عالم : الجن والإنس منها عالم واحد " وعن وهب : " لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم : الدنيا منها عالم واحد " وقيل : كل ذي روح لأن لفظ الرب يدل عليه ، وقيل : الخلق جميعهم ، وقيل : أهل كل زمان .
{ الرحمان } المنعم بنعم الدنيا والدين . { الرحيم } واسع الرحمة .
{ مالك } قرأ عاصم مالك بالألف . { يوم الدين } يوم الجزاء ، وقيل : يوم القهر ، وقيل : يوم الحساب ، ومنه : " كما تدين تدان " .
{ إياك نعبد } أي نخضع لك بالعبادة والاستعانة ، لا نعبد غيرك ولا نستعينه ، إلتفات خرج من الغيبة إلى الخطاب ، والإلتفات يكون من الغيبة الى الخطاب مثل هذا ، ومن الخطاب الى الغيبة مثل قوله تعالى :
{ حتى اذا كنتم في الفلك وجَرين بهم } [ يونس : 22 ] ومن الغيبة الى المتكلم مثل قوله تعالى : { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه الى بلد ميت } [ فاطر : 9 ] وقد التفت امرئ القيس ثلاثة التفاتات في ثلاثة أبيات وهو قوله :
تطاول ليلك بالاثمد *** ونام الخلي ولم يرقد
وبات وباتت له ليلة *** كليلة ذي العابر الارمِد
وذلك من نبإ جاءني *** وخُبِّرْته عن أبي الاسوَدِ
العابر : انسان العين ، والرمد : وجع العين ، وكان من حقه ان يقول : تطاول ليلي بالاُثمد ، لأنه يخاطب نفسه . { واياك نستعين } اي نطلب المعونة منك على عبادتك .
{ اهدنا } اي دلنا { الصراط المستقيم } الطريق الواضح ، ومنه :
{ ولا تقعدوا بكل صراط توعدون } [ الأعراف : 86 ] وقيل : طريق الإسلام ، وقيل : القرآن ، وقيل : طريق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) واصحابه ، قال :
أمير المؤمنين على صراط *** إذا اعوج الموارد مستقيم
وقيل : الدين الذي لا يقبل الله من العباد غيره .
{ صراط الذين أنعمت عليهم } قرأ ابن مسعود صراط من أنعمت عليهم ، وقرأ حمزة الزراط بالزاي ، وابن كثير بالسين عليهم : قرأ حمزة برفع الها حيث وقع وهم النبيّون والصديقون والشهداء والصالحون ، وعن ابن عباس هم أصحاب موسى قبل ان يغيروا ، وقيل : هم الانبياء . { غير المغضوب عليهم } هم اليهود . { ولا الضالين } هم النصارى ، وقيل : المغضوب عليهم هم اليهود والنصارى ، ولا الضالين هم الكفار ، وقيل : هم اهل البدع ، يستحبُّ للقارئ أن يقول بعد فراغه من قراءة الفاتحة : آمين ، بعد سكتة على نون ولا الضالين ، ليميز ما هو قرآن بما ليس بقرآن ، تجريد .