ثم قال تعالى : { وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } أي : وقال هؤلاء المشركون من قريش : عجل لنا كتابنا قبل يوم القيامة .
والقط في كلام العرب : الصحيفة المكتوبة .
فإنما سألوا تعجيل حظهم من العذاب ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة[58099] . فهو مثل قولهم : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك } الآية[58100] .
وقال السدي : إنما سألوا تعجيل رؤية حظهم من الجنة ورؤية منازلهم ليعلموا حقيقة ما يعدهم به محمد صلى الله عليه وسلم[58101] .
وقال ابن جبير : سألوا تعجيل حظهم من الجنة يتنعمون به في الدنيا[58102] .
وقيل : إنما سألوا تعجيل رزقهم قبل وقته[58103] .
وقيل : إنما سألوا تعجيل كتبهم[58104] التي تؤخذ بالإيمان والشمائل ، لينظروا أبأيمانهم يعطونها أم بشمائلهم ، فيعلمون أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار ، استهزاء منهم بالقرآن وبوعد الله جل ذكره[58105] .