زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة

أبو زهرة القرن الرابع عشر الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 305

فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ مِنَ ٱلۡمِحۡرَابِ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَيۡهِمۡ أَن سَبِّحُواْ بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا ١١

{ فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا 11 } .

{ المحراب } هو المصلى ، ويظهر أنه كان يلازمه عندما وعده ربه أو كان قريبا منه دائما ، ولذا كان خروجه مبتدأ منه ، وسمي المصلى محرابا ، لأنه يحارب الشيطان بلزومه فهو مشتق من المحرب ، أو يحارب التعب ويأنس فيه بالله والقرب منه ، فيكون مشتقا من الحرب والتعب وجهاد النفس .

ومهما يكن اشتقاقه فهو أشرف مكان خرج على قومه منه وأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ، { فأوحى } أي أشار إليهم ، وكأنه كان إلى محبوس اللسان ، كما يدل على ذلك مخاطبته لقومه بالإشارة والرمز ، وقد كان هو في ذكر دائم ، كما قال تعالى : { . . .واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشيّ والإبكار 41 } ( آل عمران ) .

وقد دعا قومه للمشاركة في هذا بالإشارة لشكر الله تعالى لما تأكد من العلامة أن الله تعالى وهبه الولد الذي يكون وليا .

والتسبيح : التقديس ، والتسبيح في العشي والإبكار يفيد أنه تسبيح طوال النهار وطرفا من الليل ، وكانت دعوة قومه للتسبيح معه ، لأنه ذلك الولي الذي جعله رضيا سيكون مصدر خير لهم ، ولأنه يكون خلفا من الإيمان بالأسباب والمسببات إلى الإيمان بالله الفعال لما يريد .