سورة الممتحنة ( وهي مدنية )
بسم الله الرحمن الرحيم[1784] .
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير في قوله تعالى : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء } أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة ، قال : كتب إلى كفار قريش كتابا ينصح لهم فيه فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فأرسل عليا والزبير ، فقال : " اذهبا فإنكما ستدركان امرأة بمكان كذا وكذا فأتياني[1785] بكتاب معها ، فانطلقا حتى أدركاها ، فقالا : الكتاب الذي معك قالت : ما معي كتاب ، قالا : والله لا ندع عليك شيئا إلا فتشناه أو تخرجينه ، قالت : أو لستما مسلمين ؟ قالا : بلى ، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن معك كتابا[1786] فقد أيقنت أنفسنا أنه معك ، فلما رأت جدهما أخرجت كتابا من قرونها فرمت[1787] به فذهبا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى كفار قريش فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال : نعم . قال : وما حملك على ذلك ؟ قال : أما والله ما ارتبت في الله منذ أسلمت ، ولكني كنت امرأ غريبا فيكم أيها الحي من قريش ، وكان لي بمكة مال وبنون فأردت أن أدفع عنهم بذلك ، فقال عمر : ائذن لي يا نبي الله فأضرب عنقه ، فقال : النبي صلى الله عليه وسلم : مهلا[1788] يا ابن الخطاب إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فإني غافر لكم " [1789] . قال عبد الرزاق : قال معمر : قال الزهري : وفيه نزلت : { يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدكم أولياء } حتى بلغ { غفور رحيم } .