كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 12
تفسير المفردات :
يكفرون بشرككم أي يجحدون بإشراككم إياهم وعبادتكم لهم ، ولا ينبئك مثل خبير : أي ولا يخبرك بالأمر مخبر مثل الخبير به .
الإيضاح :
ثم أكد ما سلف مبينا حقارة شأنهم وعظيم ضعفهم بقوله : ( إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم( أي وإن تدعوا هذه الآلهة من دون الله لا تسمع لكم دعاء ، لأنهم جماد لا أرواح لهم ولا سمعوا ما قدروا أن ينفعوكم ويستجيبوا لشيء مما تطلبون .
والخلاصة : كيف تعبدون من لا ينفع ولا يضر ، وتدعون من بيده النفع والضر ، وهو الذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون .
وبعد أن نفى المقتضي للعبادة ، وهو مجيء النفع والضر من قبلهم ، ذكر المانع من عبادتهم وهو كفرهم بهم يوم القيامة فقال :
( ويوم القيامة يكفرون بشرككم( أي وهم يوم القيامة يتبرؤون منكم ويقولون : ما كنتم إيانا تعبدون ، بل كنتم تعبدون أهواءكم وشهواتكم وما زينته لكم شياطينكم .
ونحو الآية قوله : ( واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا 81 كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا( ( مريم : 81-82 ) .
ثم أكد صدق ما حكاه عنهم من أحوالهم بقوله :
( ولا ينبئك مثل خبير( أي ولا يخبرك عن أمر هذه الآلهة وعن أمر عبدتها يوم القيامة إلا ذو خبرة بأمرها وأمرهم ، وهو الله الذي لا يخفى عليه شيء كان أو سيكون في مستأنف الأزمان .