ثم قال : { وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } [ 19 ] أي : وفي أموال المتقين المحسنين الذين تقدمت صفتهم أنهم في جنات وعيون حق لسائلهم المحتاج إلى ما في أيديهم والمحروم . وهذه الآية محكمة . في [65154] قول الحسن والنخعي ، قالا في المال/ حق سوى الزكاة [65155] .
وقال الضحاك وغيره : هذه الآية منسوخة بالزكاة [65156] [65157] .
قال الضحاك نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن [65158] .
وللعلماء في المحروم ثمانية أقوال :
قال ابن عباس : السائل : الذي يسأل ، والمحروم : الذي لا يبقى له مال وعنه أيضا أنه قال : المحروم : المحارف [65159] .
وقال محمد بن الحنفية [65160] المحروم : الذي لم يشهد الحرب ، فيكون له سهم في الغنيمة .
وقال زيد بن أسلم : المحروم الذي لحقته جائحة فأتلفت زرعة [65161] .
وقال الزهري : المحروم : الذي لا يسأل الناس إلحافا [65162] .
وروى عنه ابن وهب أنه قال : المحروم : المتعفف الذي لا يسأل إلحافا ، ولا يعرفون مكانه ليتصدقوا [65163] عليه ، وتصديق قول الزهري ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه [ قيل [65164] ] له : من المسكين يا رسول الله ؟ قال : " الذي لا يجد ما يغنيه [65165] ، ولا يفطن له فيعطى ، ولا يسأل الناس " [65166] .
وقال عكرمة : المحروم الذي لا ينمى له شيء [65167] .
والقول الثامن : يروى عن عمر بن عبد [65168] العزيز رضي الله عنه أنه قال : المحروم : الكلب [65169] .
وروى ابن وهب عن مالك أنه قال : المحروم : الفقير الذي يحرم الرزق [65170] .
والوقف عند يعقوب في الآية { كانوا قليلا } على قول الضحاك ، وتفسيره أي : كان الناس الذين هم محسنون قليلا [65171] .
وكذلك روي عن نافع ، وقد تقدم ذكر ذلك [65172] .