تفسير ابن أبي حاتم الرازي

ابن أبي حاتم القرن الرابع الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 542

قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ ١

قوله تعالى : { قد سمع الله } آية 1

حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة قالت : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ، لقد جاءت المجادلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تكلمه وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول ، فأنزل الله عز وجل { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } . . . إلى آخر الآية .

عن الأعمش عن تميم بن سلمة ، عن عروة ، عن عائشة أنها قالت : تبارك الذي أوعى سمعه كل شيء ، إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى علي بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تقول : يا رسول الله أكل شبابي ، ونترث له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك . قالت : فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } وقال : وزوجها أوس بن الصامت .

حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل أبو سلمة ، حدثنا جرير يعني ابن حازم عن ابن زيد قال : لقي عمر ابن الخطاب امرأة يقال لها خولة وهو يسير مع الناس ، فاستوقفته ، فوقف لها ، ودنا منها وأصغى إليها رأسه ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت ، فقال له رجل يا أمير المؤمنين : حبست رجال قريش على هذه العجوز ، قال : ويحك وتدري من هذه ؟ قال : لا . قال : هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سموات ، هذه خولة بنت ثعلبة والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها .