ثم قال : { يوم ترى المؤمنين [ والمؤمنات ] [67198] يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } .
أي لهم أجر كريم في يوم ترى المؤمنين ، فالعامل في " يوم " معنى الملك في " لهم " [67199] .
وقيل العامل فيه { وكلا وعد الله الحسنى } { يوم ترى } فوعد هو [67200] العامل فيه .
ومعنى الآية : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم . قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم [67201] كان يقول : من المؤمنين ما يضيء نوره [ من المدينة إلى عدن وصنعاء فدون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره ] [67202] إلا من موضع قدميه [67203] .
قال ابن مسعود يعطى المؤمنون [67204] نورا على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى [ نورا كالنخلة السحوق ومنهم من يعطى نورا كالرجل القائم وأدناهم من يعطى نورا ] [67205] على ابهامه يضيء مرة ويطفى مرة [67206] .
وقال الضحاك معنى " وبإيمانهم " أي : وبأيمانهم كتبهم [67207] .
وقيل النور هنا : الكتاب لأنهم يعطون كتبهم من بين أيديهم بأيمانهم فلهذا وقع الخصوص .
وقيل المعنى يسعى ثواب إيمانهم وعملهم [ الصالح ] [67208] بين أيديهم وفي أيمانهم كتب أعمالهم نظائر ، هذا اختيار الطبري ، وهو قول الضحاك المتقدم [67209] .
والباء في " وبأيمانهم " بمعنى " في " [67210] على هذا التأويل ، وعلى القول الأول بمعنى " عن " [67211] .
ثم قال : { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } .
أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات ، أي : الذي تبشرون به اليوم هو جنات ، فأبشروا بها وأجاز [67212] الفراء " جنات " بالنصب على القطع ، ويكون " اليوم " خبر الابتداء [67213] .
وأجاز " اليوم " على أنه خبر " بشراكم " / ، وأجاز أن يكون [67214] بشراكم " في موضع نصب بمعنى يبشرهم ربهم بالبشرى ، وأن ينصب [67215] جنات بالبشرى ، وفي هذه التأويلات بعد وتعسف وغلط ظاهر [67216] .
قوله : { خالدين فيها } أي : ماكثين فيها [67217] لا يتحولون عنها .
{ ذلك هو الفوز العظيم } أي : خلودهم في الجنة التي وصفت هو النجاح العظيم .