قوله : { يوم يقولون المنافقون } إلى قوله : { ولهم أجر كريم } الآيات [ 13 -17 ] .
أي ذلك هو الفوز العظيم في يوم يقول هؤلاء المنافقون .
{ للذين آمنوا انظرونا } أي : تمهلوا علينا .
{ نقتبس من نوركم } أي : نستصبح من نوركم .
و{ نظرونا } في قراءة من وصل الألف من نظر ينظر : إذا انتظر [67218] .
وقرأ حمزة بقطع الألف ، جعله من أنظره : إذا أخره ، وهو بعيد في المعنى إذا حملته على التأخير ، وإنما يجوز على معنى [67219] تمهلوا علينا [67220] .
يقال أنظرني : بمعنى تمهل علي وترفق ، حكاه علي بن سليمان فعلى هذا يجوز قراءة حمزة [67221] .
وحكى غيره أنظرني : بمعنى اصبر علي ، كما قال ( عمرو بن كلثوم ) [67222] : ( وأنظرنا نخبرك اليقينا ) [67223] [ أي اصبر [67224] علينا ] ، فعلى هذا أيضا تصح قراءة حمزة [67225] .
ثم قال : { قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا } .
يقال [67226] لهم ارجعوا من حيث [ جئتم ] [67227] فاطلبوا لأنفسكم هنالك نورا [ فإنه ] [67228] لا سبيل إلى الاقتباس من نورنا .
قال ابن عباس بينما الناس في ظلمة إذا بعث الله جل ثناؤه نورا ، فلما رأى المؤمنون النور توجهوا نحوه ، وكان النور لهم دليلا من الله جل وعز [67229] إلى الجنة ، فلما رآى المنافقون المؤمنين [67230] قد انطلقوا اتبعوهم فأظلم الله على المنافقين ، فقالوا حينئذ : انظرونا نقتبس من نوركم فإنا [ كنا ] [67231] معكم في الدنيا قال المؤمنون راجعوا من حيث جئتم [67232] من الظلمة التمسوا هنالك النور [67233] .
ثم قال : { فضرب بينهم بسور } أي : فضرب الله بين المؤمنين والمنافقين بسور وهو حاجز بين أهل الجنة [ وأهل ] [67234] النار .
قال ابن زيد هذا السور هو الذي قال جل وعز { وبينهما حجاب } [67235] [67236] .
ويقال أن ذلك السور ببيت المقدس عن موضع يعرف بوادي جهنم [67237] .
وروي ذلك عن عبد الله بن عمرو بن العاص وعن ابن عباس [67238] .
وكان كعب يقول في الباب الذي يسمى باب الرحمة : في بيت المقدس [67239] أنه الباب الذي قال الله عز وجل [67240] { له باب باطنه فيه الرحمة } [67241] والرحمة هنا الجنة ، والعذاب : النار [67242] . /