الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 515

إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٌ عَظِيمٌ ٣

ثم مدح سبحانه : { الذين يَغُضّون أصواتهم عند رسول اللَّه } وغَضُّ الصوت خَفْضُهُ وكَسْرُهُ ، وكذلك البصر ، ورُوِيَ : أَنَّ أبا بكر وعمر كانا بعد ذلك لا يُكَلِّمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلاَّ كَأَخِي السِّرَارِ ، وأَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحتاج مع عمر بعد ذلك إلى استعادة اللفظ ؛ لأَنَّهُ كان لا يسمعه من إخفائه إيَّاه ، و{ امتحن } معناه : اختبر وطَهَّرَ كما يُمْتَحَنُ الذهبُ بالنار ، فَيَسَّرَهَا وهَيَّأها للتقوى ، وقال عمر بن الخطاب : امتحنها للتقوى : أذهب عنها الشهوات .

قال ( ع ) : من غَلَبَ شهوتَه وغضبَه فذلك الذي امتحن اللَّه قلبه للتقوى ، وبذلك تكونُ الاستقامة ، وقال البخاريُّ : { امتحن } : أخلص ، انتهى .