ثم مدح سبحانه : { الذين يَغُضّون أصواتهم عند رسول اللَّه } وغَضُّ الصوت خَفْضُهُ وكَسْرُهُ ، وكذلك البصر ، ورُوِيَ : أَنَّ أبا بكر وعمر كانا بعد ذلك لا يُكَلِّمان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلاَّ كَأَخِي السِّرَارِ ، وأَنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحتاج مع عمر بعد ذلك إلى استعادة اللفظ ؛ لأَنَّهُ كان لا يسمعه من إخفائه إيَّاه ، و{ امتحن } معناه : اختبر وطَهَّرَ كما يُمْتَحَنُ الذهبُ بالنار ، فَيَسَّرَهَا وهَيَّأها للتقوى ، وقال عمر بن الخطاب : امتحنها للتقوى : أذهب عنها الشهوات .
قال ( ع ) : من غَلَبَ شهوتَه وغضبَه فذلك الذي امتحن اللَّه قلبه للتقوى ، وبذلك تكونُ الاستقامة ، وقال البخاريُّ : { امتحن } : أخلص ، انتهى .