السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني

الشربيني القرن العاشر الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 183

وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٤٦

ثم قال تعالى مؤكداً لذلك :

{ وأطيعوا الله ورسوله } في سائر ما يأمران به ؛ لأنّ الجهاد لا ينفع إلا مع التمسك بسائر الطاعات { ولا تنازعوا } أي : تختلفوا فيما بينكم { فتفشلوا } أي : تجبنوا { وتذهب ريحكم } أي : قوّتكم ودولتكم ، والريح مستعارة للدولة شبهها في نفوذ أثرها بالريح ، ثم أدخل المشبه في جنس المشبه به ادعاء ، وأطلق اسم المشبه به على المشبه ، وقيل : المراد بها الحقيقة ؛ لأنه لم يكن قط نصر إلا بريح يبعثها الله تعالى ، وفي حديث الشيخين «نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور » ، وعن النعمان بن مقرن قال : «شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا لم يقاتل من أوّل النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر » أخرجه أبو داود { واصبروا } أي : عند لقاء العدوّ ولا تنهزموا عنه { إنّ الله مع الصابرين } بالنصر والمعونة .

روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدوّ واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أنّ الجنة تحت ظلال السيوف ) ثم قال صلى الله عليه وسلم : ( اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ) .