الإيضاح :
{ ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ } أي ولما نزل عذابنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة من لدنا وميزناهم عن الكافرين فيما نزل بهم من ذلك العذاب الغليظ ، وهو الريح العقيم التي لا تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ، كما فصل ذلك في سورة القمر بقوله : { إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر( 19 ) تنزع الناس كأنهم أعجازا نخل منقعر } ( القمر : 19-20 ) .
ثم ذكر سبب ما نزل بهم من البلاء فقال : { وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد } .{ وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ( 58 ) وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ( 59 ) وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } ( هود : 58-60 ) .
المعنى الجملي : بعد أن ذكر عز اسمه إصرار قوم هود على العناد والعتوّ وتكذيب هود فيما جاء به من الآيات- ذكر هنا عاقبة أمره وأمرهم ، وأنه تعالى أصابه برحمة من لدنه ، وأنزل بهم العذاب الغليظ ، كفاء كفرهم بآيات وعصيان رسله .