الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 519

إِذۡ يَتَلَقَّى ٱلۡمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلۡيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٞ ١٧

ثم قال : { إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد } [ 17 ] .

العامل في " إذ أقرب " ، أي : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد حين يتلقى المتلقيان ، وهما المكان عن اليمين وعن الشمال قعيد أي : قاعد ، وتقديره عند سيبويه : " عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد " . ثم حذف الأول [64712] لدلالة الثاني عليه [64713] .

فلذلك لم يقل ، قعيدان ، وهو قول الكسائي [64714] .

ومذهب الأخفش والفراء : أن قعيدا [64715] يؤدى عن [64716] اثنين وأكثر منهما كقوله : { يخرجكم طفلا } [64717] . [64718] ومذهب المبرد : أن " قعيدا " ينوي به التقديم والتأخير ، والتقدير عنده : " عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد " [64719] فاكتفى بالأول عن الثاني ومثله { والله ورسوله أحق أن يرضوه } [64720] . [64721]

وقيل : قعيد بمعنى الجماعة ، كما قال : { والملائكة بعد ذلك ظهير } [64722] . [64723]

قال قتادة وغيره : المتلقيان [64724] الملكان الحافظان على الإنسان جميع أعماله وألفاظه [64725] .

قال مجاهد : الذي عن اليمين يكتب الحسنات ، والذي عن الشمال يكتب السيئات [64726] .