البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي

أبو حيان القرن الثامن الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 468

ذَٰلِكُم بِأَنَّهُۥٓ إِذَا دُعِيَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُۥ كَفَرۡتُمۡ وَإِن يُشۡرَكۡ بِهِۦ تُؤۡمِنُواْۚ فَٱلۡحُكۡمُ لِلَّهِ ٱلۡعَلِيِّ ٱلۡكَبِيرِ ١٢

{ ذلكم } : الظاهر أن الخطاب للكفار في الآخرة ، والإشارة إلى العذاب الذي هم فيه ، أو إلى مقتهم أنفسهم ، أو إلى المنع من الخروج والزجر والإهانة ، احتمالات مقوله .

وقيل : الخطاب المحاضرين رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والضمير في فإنه ضمير الشأن .

{ إذا دعي الله وحده } : أي إذا أفرد بالإلهية ونفيت عن سواه ، { كفرتم وإن يشرك به } : أي ذكرت اللات والعزى وأمثالهما من الأصنام ، صدقتم بألوهيتها وسكنت نفوسكم إليها .

{ فالحكم } بعذابكم ، { لله } ، لا لتلك الأصنام التي أشركتموها مع الله ، { العلي } عن الشرك ، { الكبير } : العظيم الكبرياء .

وقال محمد بن كعب : لأهل النار خمس دعوات ، يكلمهم الله في الأربعة ، فإذا كانت الخامسة سكتوا .

{ قالوا ربنا آمتنا اثنتين } الآية ، وفي إبراهيم : { ربنا أخرنا } الآية ، وفي السجدة : { ربنا أنصرنا } الآية ، وفي فاطر : { ربنا أخرجنا } الآية ، وفي المؤمنون : { ربنا غلبت علينا شقوتنا } الآية ، فراجعهم اخسؤا فيها ولا تكلمون ، قال : فكان آخر كلامهم ذلك .