غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري

النيسابوري- الحسن بن محمد القرن التاسع الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 209

۞وَلَوۡ يُعَجِّلُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ ٱلشَّرَّ ٱسۡتِعۡجَالَهُم بِٱلۡخَيۡرِ لَقُضِيَ إِلَيۡهِمۡ أَجَلُهُمۡۖ فَنَذَرُ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ ١١

التفسير : إنه سبحانه ابتدأ في هذه السورة بذكر شبهات القوم ؛ فالأولى أنهم تعجبوا من تخصيص الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالنبوة فأزال ذلك التعجب بالإنكار وبالدلائل الدالة على صحة المبدإ والمعاد فكأنه قيل : إنه ما جاء إلا بدليل التوحيد والإقرار بالمعاد فليس للتعجب معنى . ثم شرع في شبهة أخرى وهي أنهم كانوا يقولون أبداً اللهم إن كان محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء فأجابهم بقوله : { ولو يعجل الله } الآية . وقال القاضي : لما ذكر الوعيد على عدم الإيمان بالمبدإ والمعاد ذكر أن ذلك العذاب من حقه أن يتأخر عن هذه الحياة الدنيا وإلا نافى التكليف . وقال القفال : لما وصفهم فيما مر بالغفلة أكد ذلك بأن من غاية غفلتهم أن الرسول متى أنذرهم استعجلوا العذاب فبيّن الله تعالى أنه لا مصلحة في تعجيل إيصال الشر إليهم فلعلهم يؤمنون ، أو يخرج من أصلابهم من يؤمن . كانوا عند نزول الشدائد يدعون الله بكشفها كما يجيء في الآية التالية ، وفي الرخاء كانوا يستعجلون النبي بالعذاب فقال ما معناه : ولو عجلنا لهم الشر الذي دعوا به كما يعجل لهم الخير ونجيبهم إليه لأميتوا وأهلكوا . قال في الكشاف : أصل الكلام ولو يعجل الله للناس الشر تعجيله لهم الخير . فوضع استعجالهم بالخير موضع تعجيله لهم الخير إشعاراً بسرعة إجابته لهم حتى كأن استعجالهم بالخير تعجيل منه لهم . وقيل : التعجيل معناه طلب العجلة إلا أن الاستعجال أشهر وأظهر . فمعنى الآية لو أراد الله عجلة الشر للناس كما أرادوا عجلة الخير لهم . وقيل : هما متلازمان فكل معجل يلزمه الاستعجال إلا أنه تعالى وصف نفسه بتكوين العجلة ووصفهم بطلبها لأن اللائق به التكوين واللائق بهم الطلب . وسمي العذاب في الآية شراً لأنه أذى وألم في حق المعاقب به . ثم إن قوله { لو يعجل } كان متضمناً لمعنى نفي التعجيل فيمكن أن يكون قوله { فنذرهم } معطوفاً على منوي كأنه قيل : ولكن لا يعجل فيذرهم إلزاماً للحجة أو لمصالح أخرى .القراءات : { لقضي إليهم } مبنياً للفاعل { أجلهم } بالنصب : ابن عامر ويعقوب . الآخرون مبنياً للمفعول ورفع { أجلهم } أو بدله بضم اللام وسكون الهاء : روى خلف عن الكسائي والاختبار عنه وعن غيره الإشمام { لي أن } بفتح الياء وكذلك { إني أخاف } : أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو . { نفسي أن } بفتح الياء : أبو عمرو وأبو جعفر ونافع . { ولأدراكم } بلام الابتداء فعلاً مثبتاً : روى أبو ربيعة عن البزي وحمزة . وقرأ حمزة وعلي وأبو عمرو وخلف وورش من طريق النجاري والخراز عن جبيرة وهبيرة وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان ، وحماد ويحيى من طريق أبي حمدون بالإمالة فعلاً ماضياً منفياً بلا . الباقون : مثله ولكن بالتفخيم . { تشركون } بتاء الخطاب وكذكل في «النحل» و «الروم» : حمزة وعلي وخلف . الباقون بالياء .

الوقوف : { أجلهم } ط لأن ما بعده مستقبل فنحن نذر { يعمهون } ه { أو قائماً } ط { مسه } ط { يعملون } ه { ظلموا } لا لأن الواو للحال { ليؤمنوا } ط { المجرمين } ه { تعملون } ه { بينات } لا لأن ما بعده جواب «إذا» { أو بدله } ط . { نفسي } ج ط لأن «أن» النافية لها صدر الكلام ولكن القائل متحد { إليّ } ط ج لمثل ما قلنا { عظيم } ه { به } ط والوصل أولى للفاء أو لشدة اتصال المعنى { من قبله } ط { تعقلون } ه { بآياته } ط { المجرمون } ه { عند الله } ط { في الأرض } ط { يشركون } ه { فاختلفوا } ط { يختلفون } ه { من ربه } ج ط للابتداء بالأمر مع الفاء { فانتظروا } ج لاحتمال الابتداء أو التعليل { المنتظرين } ه .