الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 539

يَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡمَ جَنَّـٰتٞ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢

ثم قال : { يوم ترى المؤمنين [ والمؤمنات ] [67198] يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم } .

أي لهم أجر كريم في يوم ترى المؤمنين ، فالعامل في " يوم " معنى الملك في " لهم " [67199] .

وقيل العامل فيه { وكلا وعد الله الحسنى } { يوم ترى } فوعد هو [67200] العامل فيه .

ومعنى الآية : يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يضيء نورهم بين أيديهم وبأيمانهم . قال قتادة : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم [67201] كان يقول : من المؤمنين ما يضيء نوره [ من المدينة إلى عدن وصنعاء فدون ذلك حتى إن من المؤمنين من لا يضيء نوره ] [67202] إلا من موضع قدميه [67203] .

قال ابن مسعود يعطى المؤمنون [67204] نورا على قدر أعمالهم ، فمنهم من يعطى [ نورا كالنخلة السحوق ومنهم من يعطى نورا كالرجل القائم وأدناهم من يعطى نورا ] [67205] على ابهامه يضيء مرة ويطفى مرة [67206] .

وقال الضحاك معنى " وبإيمانهم " أي : وبأيمانهم كتبهم [67207] .

وقيل النور هنا : الكتاب لأنهم يعطون كتبهم من بين أيديهم بأيمانهم فلهذا وقع الخصوص .

وقيل المعنى يسعى ثواب إيمانهم وعملهم [ الصالح ] [67208] بين أيديهم وفي أيمانهم كتب أعمالهم نظائر ، هذا اختيار الطبري ، وهو قول الضحاك المتقدم [67209] .

والباء في " وبأيمانهم " بمعنى " في " [67210] على هذا التأويل ، وعلى القول الأول بمعنى " عن " [67211] .

ثم قال : { بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار } .

أي يقال لهم بشراكم اليوم جنات ، أي : الذي تبشرون به اليوم هو جنات ، فأبشروا بها وأجاز [67212] الفراء " جنات " بالنصب على القطع ، ويكون " اليوم " خبر الابتداء [67213] .

وأجاز " اليوم " على أنه خبر " بشراكم " / ، وأجاز أن يكون [67214] بشراكم " في موضع نصب بمعنى يبشرهم ربهم بالبشرى ، وأن ينصب [67215] جنات بالبشرى ، وفي هذه التأويلات بعد وتعسف وغلط ظاهر [67216] .

قوله : { خالدين فيها } أي : ماكثين فيها [67217] لا يتحولون عنها .

{ ذلك هو الفوز العظيم } أي : خلودهم في الجنة التي وصفت هو النجاح العظيم .