قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ) روي في التفاسير «أن النبي صلى الله عليه وسلم أجل المشركين الذين كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد أربعة أشهر ، وأجل الذين لم يكن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم عهد باقي ذي الحجة والمحرم وهو خمسون ليلة »( [1680] ) فهذا معنى الآية .
فإن قيل : قال تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) وما ذكرتم بعض الأشهر الحرم .
قلنا : هذا القدر كان متصلا بما مضى ؛ فأطلق عليه اسم الجميع ، ومعناه : هو مضى المدة المعروفة التي تقع بعد انسلاخ الأشهر الحرم .
قوله تعالى : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) معناه معلوم .
قوله ( وخذوهم ) ظاهر . أي : خذوهم أسرا ؛ والعرب تسمي الأسير أخيذا ، وفي المثل : أكذب من أخيذ .
قوله تعالى : ( واحصروهم ) يعني : واحبسوهم ، يعني : حولوا بينهم وبين المسجد الحرام ، هذا هو معنى الحبس هاهنا .
وقوله : ( واقعدوا لهم كل مرصد ) قال أبو عبيدة : المرصد : الطرق . يعني اقعدوا لهم بطرق مكة حتى لا يصلوا إلى المسجد الحرام قال الشاعر :
ولقد علمت [ ولا أخالك ناسيا ] ( [1681] ) *** أن المنية للفتى بالمرصد
قوله : ( فإن تابوا ) يعني : آمنوا ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) يعني : خلوا سبيلهم ليصلوا إلى المسجد الحرام( إن الله غفور رحيم ) معلوم .