قوله تعالى ذكره : { ص والقرآن ذي الذكر } – إلى قوله - { إن هذا لشيء عجاب }[ 1-4 ] .
روي أن ابن المسيب[57974] كان لا يدع كل ليلة قراءة صاد[57975] . وسئل ولده[57976] عن ذلك فقال : بلغني : أنه ما من عبد يقرأها كل ليلة إلا اهتز العرش لها .
وقرأ الحسن[57977] بكسر الدال[57978] لالتقاء الساكنين على نية الوصل[57979] .
وقيل : هو فعل للأمر[57980] من صادى يصادي إذا عارض ، ومنه .
{ فأنت له تصدى }[57981] والمعنى : صاد[57982] القرآن بعملك ، أي : قابله به[57983] .
وقد روي هذا التفسير عن الحسن أنه فسر قراءته به .
وقرأ عيسى بن عمر[57984] بفتح الدال على معنى : اتل صاد[57985] . فنصب بالإغراء[57986] ولم ينصرف لأنه[57987] اسم للسورة . وكل مؤنث سميته بمذكر – قلت حروفه أو كثرت – لا ينصرف[57988] .
ويجوز أن يكون فُتح لالتقاء الساكنين على نية الوصل ، واختار[57989] الفتح للإتباع[57990] .
ويجوز أن يكون منصوبا على القسم ، إذ قد حذف[57991] حرف الجر ، كما تقول : الله لأفعلن[57992] .
وقرأ ابن أبي إسحاق[57993] بالخفض والتنوين على إضمار حرف القسم ، وإعماله على مذهب سيبويه[57994] .
وقيل : إنه كسر لالتقاء الساكنين ، وشبهه بما[57995] لا يتمكن من الأصوات فَنَوَّنَهُ[57996] .
قال ابن عباس : ص قسم أقسم الله جل ذكره به ، وهو من أسماء الله عز وجل[57997] .
فعلى هذا القول يكون ، والقرآن عطف على صاد ، أي : اقسم بصاد ، وبالقرآن .
وقال قتادة[57998] : هو اسم من أسماء القرآن أقسم به[57999] . وقال الضحاك[58000] : صاد[58001] : ( صدق الله سبحانه[58002] ) .
وعن ابن عباس أيضا : صاد صدق محمد[58003] صلى الله عليه وسلم والقرآن ذي الذكر . فتكون[58004] صاد : جواب القسم قبله ، أقسم الله جل ذكره أن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم[58005] صدق من عنده[58006] .
وقوله : { ذي الذكر } أي : ( ذي الشرف ) قاله[58007] ابن عباس وابن جبير[58008] والسدي[58009] .
( وقيل معناه : ذي التذكير لكم . وهو اختيار الطبري )[58010] .
وقيل : معناه : ذكركم الله فيه ، مثل قوله : ( فيه ذكرهم )[58011] .
وقيل : ذي الذكر : فيه ذكر الأمم[58012] وغيرها .