الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 453

جُندٞ مَّا هُنَالِكَ مَهۡزُومٞ مِّنَ ٱلۡأَحۡزَابِ ١١

ثم قال : { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } .

يعني بقوله : { جند ما هنالك } : الذين قال فيهم : { بل لما يذوقوا عذاب[58069] } وهم أشراف قريش الذين هُزِموا وقُتلوا يوم بدر[58070] .

والتقدير : هم جند مهزوم هنالك .

ومعنى : { من الأحزاب } : من القرون الماضية .

قال قتادة : وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنه سيهزم جندا من المشركين ، فجاء يوم بدر تأويلها[58071] .

وقال الفراء : معناه : هم جند مغلوب أن يصعد السماء[58072] .

وقيل : هم الأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا إلى المدينة فهزمهم الله عز وجل بالريح والخوف . فأعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين أنه سيتحزب[58073] عليهم المشركون ، وأنهم سيُهزمون . فكان في ذلك أبين دلالة لهم على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصدقه في جميع ما يعدهم به ، ولذلك قال تعالى : { ولما رأى المومنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله } الآية[58074] لأنه أخبرهم بذلك وهم في مكة ثم جاءهم ما أخبرهم به وهم في المدينة .