الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 453

وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٞ يُرَادُ ٦

قوله تعالى ذكره : { وانطلق الملأ منهم أن إمشوا } – إلى قوله – { قبل يوم الحساب }[ 5-16 ] .

أي : وانطلق الأشراف من مشركي قريش القائلين : { اجعل الآلهة إلها واحدا } ، يقولون للعوام : أمشوا واصبروا على عبادة آلهتكم ، أي : اصبروا على دين آبائكم .

وكان لهم يومئذ ثلاث مائة صنم وستون صنما/ يعبدونها من دون الله سبحانه وروي أن قائل ذلك كان عاقبة بن أبي معيط[58047] .

وقوله : { أن إمشوا } معناه : تناسلوا ، كأنه دعا لهم بالنماء وهو من[58048] قول العرب : مشى الرجل وأمشى إذا كثرت ماشيته ، وأمشت المرأة : كَثُر ولدها .

قال الشاعر :

. . . . *** والشاة لا تمشى على الهمَلَّعِ[58049]

أي : لا تنهى على الذنب . ( والهملع : الذئب )[58050] .

ثم قال عنهم إنهم قالوا : { إن هذا لشيء يراد } ، أي : لشيء يريد بنا[58051] محمد – صلى الله عليه وسلم – يطلب علينا الاستعلاء به ، وأن يكون له فينا اتباع .