الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 189

إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَـٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ ١٨

( ت ) زاد ابن الخَطِيبِ في روايته : «فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مساجد الله مَنْ آمَنَ بالله واليوم الأخر } انتهى من ترجمة محمَّد بنِ عبدِ اللَّهِ ، وفي الحديثِ عَنْه صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ ضَمِنَ لِمَنْ كَانَتْ المَسَاجِدُ بَيْتَهُ الأَمْنَ ، والأَمَانَ ، وَالجَوَازَ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ القِيَامَةِ ) خَرَّجه عليُّ بن عبد العزيز البَغَوِّيُّ في «المُسْنَد المُنْتَخَب » له ، وروى البغويُّ أيضاً في هذا «المسند » ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ أَنَّهُ قَالَ : ( إِذَا أَوْطَنَ الرَّجُلُ المَسَاجِدَ بِالصَّلاَةِ ، وَالذِّكْرِ ، تَبَشْبَش اللَّهُ لَهُ كَمَا يَتَبَشْبَشُ أَهْلُ الغَائِبِ لِغَائِبِهمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمْ ) انتهى من «الكَوْكَب الدُّرِّيِّ » . قيل : ومعنى «يَتَبَشْبَشُ » : أي يفرح به .

وقوله سبحانه : { وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ الله } .

يريد : خشيةَ التعظيمِ والعبادةِ ، وهذه مرتبةُ العَدْل من الناس ، ولا محالة أَنَّ الإِنسان يخشَى غيره ، ويخشَى المحاذيرَ الدنياويَّة ، وينبغي أن يخشَى في ذلك كلِّه قضاءَ اللَّهِ وتصريفَهُ .