جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي

الإيجي محيي الدين القرن العاشر الهجري

صفحة 1

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ١

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الفاتحة

مكية وهي سبع آيات .

{ بِسْمِ اللهِ } ، أي : متبركاً باسم مسمى لهذا اللفظ الجامع لجميع صفات الكمال أقرأ أو مستعينا به كما في : كتبت بالقلم ، { الرَّحْمنِ }[28] . الموصوف بصفة إرادة الخير لجميع الخلائق ولا يطلق إلا على الله تعالى ، { الرَّحِيمِ } : بالمؤمنين ويطلق على غيره .

ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ٢

{ الْحَمْدُ } ، ثناء على مستحسن اختياري نفسه أو أثره تعظيماً لمن قام به ، { للّهِ } ، أي : حقيقته مختصة به ، { رَبِّ } : مالك ، { الْعَالَمِينَ } ، المخلوقات بأسرها أو الجن والإنس أو هما والملك .

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ٣

{ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } ، كرر تعليلا بأنه الحقيق بالحمد .

مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ٤

{ مَالِكِ } ، بالألف ودونه من المِلك والمُلك ، { يَوْمِ الدِّينِ } : يوم الجزاء متفرد بالحكم .

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، نخصك بأقصى غاية التذلل وطلب المعونة لما أثنى عليه كأنه حضر بين يديه فخاطبه[29] وهو إخبار من جميع العباد الذين هو فرد منهم أدرج عبادته في عبادتهم لعلها تقبل ببركتها أو المراد الحاضرون لا سيما إن كان في جماعة وقيل : النون للتعظيم فإنه إذا كان في العبادة فَجَاهُه عريض .

ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ٦

{ اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ } : ثبتنا على الطريق الحق وهو دين الله أو الإسلام .

صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ٧

{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ } ، من الأنبياء والملائكة والصديقين والشهداء والصالحين أو قوم موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام قبل تغيير دينهم أو آل محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهو بدل الكل ، { غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ } ، صراط غي الذين أردت العقوبة عليهم أو المراد منهم اليهود ، { وَلاَ الضَّالِّينَ } : الذين عدلوا عن الطريق والمراد منهم النصارى وقيل المراد من الأول الفساق ومن الثاني الكفار .

يستحب لمن قرأها أن يقول بعدها بسكتة " آمين " أي : استجب .