الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 1

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ١

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير سورة الحمد

سورة الحمد مكية في قول ابن عباس( [1] ) .

وقيل : بل هي مدنية . وهو قول مجاهد( [2] ) .

واستدل من قال : إنها مكية ، أن بمكة فرضت الصلوات بإجماع ، ومحال أن تفرض الصلوات( [3] ) ، ولا ينزل ما هو تمامها وبه قوامها( [4] ) . وهي سورة الحمد ، لقول النبي [ عليه السلام( [5] ) ]/ من الخبر الثابت : " كُلُّ صَلاةٍ لا يُقْرَأُ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ " . قالها ثلاثاً( [6] ) . والخَدْج( [7] ) النقص .

فغير جائز أن تفرض علينا الصلوات ، ولا ينزل ما يزيل( [8] ) عنها النقص . ويدل على ذلك أيضاً ما ذكر( [9] ) أهل التاريخ في حديث طويل لخديجة( [10] ) زوج النبي صلى الله عليه وسلم مع ورقة بن نوفل( [11] ) أن جبريل عليه السلام قال للنبي( [12] ) صلى الله عليه وسلم أول ما خاطبه( [13] ) بالوحي :

" قل : بسم الله الرحمن الرحيم ، ثم قال له : قل : الحمد لله رب العالمين ، حتى انتهى إلى آخرها ، ثم قال له : قل آمين . فقالها( [14] ) النبي صلى الله عليه وسلم( [15] ) .

فهذا يدل على نزولها بمكة . وهو( [16] ) قول سعيد بن جبير( [17] ) أيضاً وعطاء( [18] ) .

وقال مجاهد : " نزلت الحمد بالمدينة( [19] ) " ، وقال : " لما نزلت رن إبليس اللعين( [20] ) " .

يريد رن من عظيم ثوابها وجلالة قدر ما( [21] ) خص الله به أمة صلى الله عليه وسلم من إنزالها على نبيهم صلى الله عليه وسلم .

وقد اختلف عن ابن/ عباس في نزولها ؛ فروي عنه بالمدينة ، وروي عنه بمكة . وحديث ورقة يدل( [22] ) على أنها أول ما نزل من القرآن .

وأكثر المفسرين على أن أول ما نزل من القرآن : ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ )( [23] ) إلى قوله تعالى : ( مَا لَمْ يَعْلَمْ )( [24] )( [25] ) .

وقيل : أول ما نزل المدثر ، والله أعلم بأي ذلك كان .

وسورة الحمد تسمى فاتحة الكتاب( [26] ) لأن بها تستفتح الصلاة ، وتستفتح المصاحف ، وبها يستفتح المبتدئ بعد ختمه( [27] ) القرآن( [28] ) .

وتسمى أيضاً أم القرآن( [29] ) لأنها ابتداء القرآن ، وأم كل شيء ابتداؤه وأصله .

ولذلك قيل لمكة أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها( [30] ) .

وقيل : إنما سميت الحمد أم القرآن لتضمنها معاني القرآن مجملاً ، لأن فيها الثناء على الله جل ذكره( [31] ) ، والإقرار له بالربوبية وذكر يوم القيامة ، والإقرار له بالعبادة( [32] ) ، وأن المعونة من عنده ، والقدرة له . وفيها الدعاء والرغبة إليه في الهداية إلى الإسلام والثبات عليه . وفيها ذكر النبيين الذين أنعم الله عليهم بالهداية والإسلام . وفيها ذكر من غضب الله عليهم –وهم اليهود- ، وذكر من ضل عن الدين وهم النصارى ، وفيها من( [33] ) مفهوم الإشارة إلى أمور/ الديانة( [34] ) والقدرة والتذلل والخضوع لله والتسليم لأمره ، والرجوع إليه ما( [35] ) يكثر ذكره ويطول شرحه( [36] ) .

وكتاب الله كله إنما نزل( [37] ) ، في هذه المعاني التي ذكرنا أنها موجودة في الحمد .

لكن ذلك في الحمد مشار إليه( [38] ) مجمل يفهمه من وفقه الله وشرح له( [39] ) /صدره ، وهو كله مشروح مبين مكرر مبسوط في سائر القرآن ، فالحمد لله أصل مجمل وباقي القرآن مفسر لما أجمل في الحمد ، فهي على هذا المعنى أم القرآن ، أي أصله .

/وتسمى الحمد السبع المثاني ، وهو مروي عن النبي [ عليه السلام( [40] ) ] .

ومعناه( [41] ) السبع الآيات من المثاني( [42] ) أي من القرآن .

والمثاني هو القرآن ؛ يسمى بذلك ، لأن القصص تثنى فيه وتكرر للإفهام وتسمى الحمد أيضاً السبع المثاني ؛ سميت بذلك لأنها تثنى في كل ركعة ، أي تعاد( [43] ) .

وقال ابن جبير عن ابن عباس : " إنما سميت الحمد السبع المثاني [ لأن الله ]( [44] ) استثناها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يعطها( [45] ) أحد قبل أمة محمد صلى الله عليه وسلم " .

وقد قيل : إن " مِنْ " زائدة ، في القول الأول فيكون معناه كمعنى هذا القول( [46] ) .

وعن النبي [ عليه السلام ] أنه قال لأُبَيِّ بن كعب( [47] ) : إنَّهَا السَّبْعُ المَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ " ( [48] ) . فهي على هذا الحديث السبع المثاني وهي القرآن العظيم ، أي هي( [49] ) أصله على ما ذكرنا .

وروي( [50] ) عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قسموا فصول القرآن إلى خمسة فصول : الأول : السبع الطوال . والثاني : المثين( [51] ) . والثالث : المثاني . والرابع : آل حميم . والخامس : المفصل .

وتفسير ذلك أن السبع الطوال من البقرة إلى براءة ، كانوا يرون براءة والأنفال سورة [ واحدة ، لأنهما نزلتا في مغازي( [52] ) ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولذلك لم يفصل بينهما في المصاحف ب " بسم( [53] ) الله الرحمن الرحيم " .

والسور( [54] ) التي تقرب من الطوال تسمى المثين( [55] ) ؛ وهي من يونس فما بعدها مما هو مائة آية فأكثر ، وما( [56] ) يقرب من المائة( [57] ) . والذي يلي المثين( [58] ) من السور /يسمى المثاني( [59] ) ، سميت بذلك لأنها ثانية للمثين( [60] ) .

فكأن المثين مبادئ( [61] ) وما يليها مثاني .

وقولهم : " آل حاميم( [62] ) " : يروى أن : حاميم( [63] ) اسم من أسماء/ الله جل ذكره أضيفت [ إليه هذه السور( [64] ) ] ، فكأنه في المعنى سور لله( [65] ) تعالى ذكره وهي ديباج القرآن( [66] ) .

وسمي ما بعد ذلك مفصلاً( [67] ) لكثرة فصوله( [68] ) ب " بسم( [69] ) الله الرحمن الرحيم( [70] ) .

وليست " بسم الله الرحمن الرحيم " بآية من الحمد عند أهل المدينة ، وأهل العراق( [126] ) .

ويدل على ذلك من الخبر الثابت الذي لا( [127] ) مدفع لأحد فيه أن أنساً( [128] ) قال( [129] ) :

" صليت خلف النبي صلى عليه السلام وخلف أبي بكر( [130] ) وخلف عمر( [131] ) ، فكلهم يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين( [132] ) " .

ومن الخبر الصحيح أن عائشة( [133] ) رضي الله عنها وأنساً( [134] ) قالا : " كان النبي [ عليه السلام ]( [135] ) يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين( [136] ) " .

وزاد فيه أنس : - " وأبو بكر وعمر وعثمان( [137] ) " ( [138] ) ، يعني في خلافتهم .

وقال جبير( [139] ) عن أنس : صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ، فما سمعت أحداً منهم يقرأ في صلاته ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) " ( [140] ) .

/وجاء من الخبر الثابت الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : " لأُعَلِمَنَّك سُورَةً [ ما أُنْزِلَ ]( [141] ) فِي التَّوْرَاةِ ولا فِي الإنْجِيلِ وَلاَ فِي الزَّبُورِ مثْلُهَا . فلمَّا دَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْخُرُوجِ مِنَ المَسْجِدِ : قَالَ لَهُ أُبَيٌّ : يَا رَسُولَ الله [ السُّورَةُ ]( [142] ) التي تُعَلِمُنِي ؟ . قالَ : كَيْفَ تَقْرَأ أمِّ الكتابِ( [143] ) ؟ قلتُ : ( الحَمْدُ لِلهِ رَبّ الْعَالَمِينَ ) حَتَّى خَتَمْتُها ، فَقَال( [144] ) صلى الله عليه وسلم : هيَ هَذِهِ( [145] ) ، وَهيَ السَّبْعُ المَثَاني وَالقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُ( [146] ) " .

ويدل على ذلك أيضاً ما لا مدفع لأحد فيه أن أهل المدينة بأسرهم/ نقلوا عن آبائهم التابعين عن الصحابة المرضيين استفتاح الصلاة بالحمد رب العالمين دون تسمية ؛ نقل كافة عن كافة لا يجوز عليهم الخطأ فيما نقلوه ولا التواطؤ على الكذب فيما رووه واستعملوه .

ويدل على ذلك أيضاً من الخبر الصحيح ما روى أبو هريرة( [147] ) أن النبي صلى الله عليه وسلم( [148] ) قال :

" يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : قَسَمْتُ الصَّلاَة( [149] ) بيْني وَبَينَ عَبْدِي( [150] ) شَطْرَيْنِ( [151] ) وَلِعَبْدِي مَا سَأَل " .

فَإذا قالَ الْعَبْدُ ( الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) . . الحديث( [152] ) " فلو كانت ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد لابتدأ بها . وفي( [153] ) قوله : " قَسَمْتُ " وعَدُّه لآياتها( [154] ) ولم يذكرها دليل واضح على أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ليست منها( [155] ) .

ويدل على ذلك أيضاً من طريق النظر الذي لا مدفع لأحد فيه أن القرآن لا يثبت بخبر الآحاد ، إنما يثبت بالإجماع( [156] ) ، أو ربما يقطع على مغيبه من أخبار التواتر( [157] ) . ولا إجماع نعلمه ولا تواتر نعقله في أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد ، وإذا لم يصح/ إجماع ولا ثبت تواتر في أن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) آية من الحمد( [158] ) لم ذلك إذ فيما ذكرناه( [159] ) لمن أنصف( [160] ) .

قال أبو محمد : نذكر في هذا الموضع جملة من علل النحويين في ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ ) ، ونستقصي إن شاء الله ذلك في سورة النمل إذ هي بعض آية( [161] ) هناك بإجماع .

فمن ذلك أن في كسر الباء قولين( [162] ) :

-أحدهما : إنها كسرت لتكون حركتها مشبهة لعملها( [163] ) .

القول الثاني( [164] ) : إنها كسرت ليفرق بين ما( [165] ) لا يكون( [166] ) إلا " [ حرفاً وبين ما ]( [167] ) قد يكون اسماً نحو الكاف ، وكذلك لام الجر .

وأصل الحروف التي تدخل للمعاني أن تكون مفتوحة لخفة الفتحة نحو حروف العطف وألف( [168] ) الاستفهام وشبهه .

ولكن خرجت( [169] ) الباء واللام عن الأصل للعلة التي ذكرنا .

وقيل : إنما( [170] ) كسرت لام الجر للفرق بينها( [171] ) ، وبين لام التأكيد في قولك : " إن هذا لزيد " إذا أردت أن/ المشار إليه هو زيد ، وإذا أردت أن المشار إليه في/ ملك زيد كسرت اللام .

ويدل على أن أصلها الفتح أنها تفتح مع المضمر( [172] ) إذ قد أمن اللبس لأن علامة المجرور خلاف علامة( [173] ) المرفوع . تقول : " هذا له وهذا لك " ، وأيضاً فإن الإضمار يرد( [174] ) الأشياء إلى أصولها . هذا أصل مجمع عليه في كلام العرب ، وسترى( [175] ) منه أشياء( [176] ) فيما بعد إن شاء الله .

ومن ذلك أن " اسما " فيه أربع( [177] ) لغات : " اسم " بكسر الألف وبضمها ، و " سِم( [178] ) " بضم السين وبكسرها . فَمن ضَم الألف في الابتداء جعله من " سما يسمو " إذا ارتفع " كدعا يدعو " . ومَن كسرها جعله من [ سَميَ يَسْمَى ]( [179] ) " كَرَضِيَ يَرْضَى " .

قال ابن كيسان( [180] ) : " يقال : " سموت وسميت كعلوت وعليت ، وأصله سُمْوٌ أو سِمْوٌ على [ وزن ]( [181] ) فُعْلٌ أو فِعْلٌ ، ثم حذفت الواو استخفافاً لكثرة( [182] ) الاستعمال( [183] ) .

فلما تغير آخره( [184] ) غير( [185] ) أوله بالسكون ، فاحتيج إلى ألف وصل ليوصل بها إلى النطق بالساكن وهو السين المغيرة إلى السكون " .

واختلف في كسر الألف المجتلبة( [186] ) . فقيل : اجتلبت ساكنة وبعدها ساكن فكسرت لالتقاء الساكنين .

وقيل : بل اجتلبت مكسورة ، وإنما ضمت( [187] ) إذا كان الثالث من الفعل مضموماً لاستثقال الخروج( [188] ) من كسر إلى ضم/ ، وضمت الألف إذا كان الثالث من الفعل مضموماً( [189] ) ليخرج الناطق من ضم إلى ضم ، نحو : " أُقْتل ، أُخْرج " ، فذلك أسهل من الخروج من كسر إلى ضم .

وقيل : بل أصلها السكون( [190] ) لكن لابد من حركتها إذ لا يبدأ بساكن فأتبعت ثالث الفعل ، فكسرت إذا كان الثالث مكسوراً نحو " إضرب( [191] ) " . وضمت إذا كان الثالث مضموماً نحو " أُقْتُل " . ولم تفتح إذا كان الثالث مفتوحاً لئلا تشبه( [192] ) ألف المتكلم فكسرت ، وكان( [193] ) الكسر أولى بها/ والثالث مفتوح لأن الخفض والنصب أخوان ، وذلك نحو : " اصنع " .

و " اسم " عند البصريين مشتق من السمو ؛ يدل على ذلك قولهم في التصغير " سمي( [194] ) " . فرجعت اللام المحذوفة إلى أصلها ، ورجعت السين إلى أصلها ، ورجعت السين إلى حركتها لأن التصغير والجمع يردان( [195] ) الأشياء إلى أصولها( [196] ) .

وقال( [197] ) الكوفيون : " هو مشتق من السمة وهي العلامة لأن صاحبه يعرف به ، وليس يسمو به ، كما ذكر البصريون أن اشتقاقه من السمو وهو العلو " .

قال أبو محمد : وقول( [198] ) الكوفيين( [199] ) قول يساعده( [200] ) المعنى ويبطله التصريف لأنهم يلزمهم أن يقولوا في التصغير " وُسَيْمٌ " ، لأن فاء الفعل واو محذوفة فيجب( [201] ) ردها في التصغير ، وذلك لا يقوله أحد . وقد شرحنا هذه المسألة بأشبه من هذا في غير هذا الكتاب( [202] ) .

/والباء من ( بِسْمِ اللَّهِ ) متعلقة بمحذوف . ذلك المحذوف خبر ابتداء( [203] ) مضمر قامت الباء وما اتصل بها مقامه ، وما بعدها في موضع رفع إذ سدت مسد الخير( [204] ) للابتداء( [205] ) المحذوف ، تقديره : " ابتدائي( [206] ) ثابت بسم الله " أو " مستقر بسم الله " ، ثم حذف( [207] ) الخبر وقامت الباء وما بعدها مقامه( [208] ) ، وهذا مذهب البصريين( [209] ) .

وقال الكوفيون : " الباء متعلقة بفعل محذوف ، وهي وما بعدها في موضع نصب بذلك الفعل " ، تقديره عندهم : " ابتدأت بسم الله " ( [210] ) .

والاسم هو المسمى عند أهل السنة . قال أبو/ عبيدة( [211] ) : " معنى باسم الله : بالله " ( [212] ) .

/ وقال : " اسم الشيء هو الشيء( [213] ) " .

ودل على ذلك قوله " ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ )( [214] ) أي سبح ربك( [215] ) ، أي نزه ربك .

واختلف النحويون في علة حذف الألف من الخط في ( بِسْمِ اللَّهِ ) ؛ فقال الكسائي( [216] ) والفراء : " حذفت لكثرة الاستعمال " ( [217] ) .

وقال الأخفش( [218] ) " حذفت لعدمها من اللفظ( [219] ) . ويلزمه ذلك في كل ألف وصل لأنها معدومة أبداً في اللفظ الوصل ، لكنه قال : " مع كثرة الاستعمال بجعل حذفها لاجتماع العلتين " .

وقيل [ بل( [220] ) ] حذفت لأن الباء دخلت على سين مكسورة أو مضمومة .

حكى ابن( [221] ) زيد أنه يقال : " سِمٌ( [222] ) " و " سُمٌ " ، ثم أسكنت السين إذ ليس( [223] ) في الكلام فعل على مذهب من ضم السين وأسكنت على مذهب مَن كسر السين استخفافاً .

وقيل( [224] ) : حذفت الألف للزوم الباء هذا الاسم في الابتداء ، فإن كتبت " بسم الرحمن " أو " بسم( [225] ) الخالق " و( اقْرَأْ( [226] ) بِاسْمِ رَبِّكَ )( [227] ) ، فالأخفش والكسائي يكتبان هذا وما أشبهه بغير ألف( [228] ) " كبسم الله( [229] ) " . والفراء( [230] ) يكتبه( [231] ) بألف إذ( [232] ) لم يكثر استعماله ، ككثرة استعمال " بسم الله " . ولا يحسن الحذف للألف من الخط عند جميعهم إلا مع الباء . لو قلت : " لاسم الله حلاوة " أو قلت : " ليس اسم كاسم الله " ، لم يجز( [233] ) حذف الألف مع غير الباء من حروف الجر ، إلا من قول مَن قال : " سِمُ( [234] ) " أو " سُمُ " فأما مَن قال " اسم " بألف في الابتداء بكسر الألف أو بضمها فلا يجوز حذف الألف من الخط مع غير الباء عند أحد من النحويين إذ لم يكثر استعماله .