الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 453

كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ ٣

ثم قال : { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } ، أي كثير من القرون أهلكنا قبل هؤلاء المشركين الذين كذبوا رسلهم .

{ فنادوا } ، أي : فضجوا إلى ربهم وَعَجُّوا واستغاثوا بالتوبة حين نزل بهم العذاب .

{ ولات حين مناص } ، أي : وليس ذلك الوقت حين فرار ولا هرب من العذاب بالتوبة لأنه أوان لا تنفع فيه التوبة .

( ولات ) حرف مشبه بليس ، والاسم[58027] في الجملة مضمر . ( أي : ليس )[58028] حينكم حين مناص . هذا مذهب سيبويه[58029] . والتاء دخلت لتأنيث الكلمة ، وحكُي أن من العرب من يرفع بها . وهو قليل على حذف الخبر[58030] .

والوقف عليها عند سيبويه والفراء وابن كيسان[58031] وأبي إسحاق بالتاء لشبهها بليس ، ولأنها كذلك في المصاحف ، وهو مذهب الفراء[58032] .

والوقف عليها عند الكسائي والمبرد[58033] بالهاء كرُبَّه وثَمه[58034] .

ومناص : مَفْعَلٌ من ناص ينصوص إذا تأخر . فالنوص التأخر ، والبوص التقدم[58035] .