{ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين1 ( 18 ) وما أدراك ما عليون ( 19 ) كتاب مرقوم 2 ( 20 ) يشهده المقربون ( 21 ) إن الأبرار لفي نعيم ( 22 ) على الأرائك ينظرون ( 23 ) تعرف في وجوههم نظرة النعيم ( 24 ) يسقون من رحيق3 مختوم ( 25 ) ختامه مسك 4 وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ( 26 ) ومزاجه من تسنيم 5 ( 27 ) عينا يشرب بها المقربون ( 28 ) } [ 18-28 ] .
وجريا على الأسلوب القرآني جاءت هذه الآيات لوصف مصير الأبرار الأخروي بالمقابلة : فمصيرهم قد كتب وتقرر في عليين حسب كتاب أعمالهم الذي يشهد عليه الملائكة المقربون . ومنازلهم منازل النعيم حيث تعلو فيها وجوههم بهجة السرور ويتناولون في مجالسهم الشراب الصافي النفيس الذي يمزج بماء عين التسنيم العالية في الجنة ، والذي تكون أباريقه مختومة بطينة من المسك ليكون مذاقه ورائحته مسكا . وإن هذا لهو مجال التنافس الممدوح الذي يحسن أن يتنافس فيه المتنافسون للوصول إليه .
واتصال الآيات بالسياق والموضوع قائم . والوصف قوي شائق حقا من شأنه بث الطمأنينة والشوق في نفس المؤمنين من جهة ، وقد انطوى على التنويه بالمؤمنين الذين استحقوا هذه الدرجة من النعيم والتكريم من جهة وعلى الحث على الإيمان والعمل الصالح لنيلها من جهة .