الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 189

أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تُتۡرَكُواْ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَلَمۡ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَا رَسُولِهِۦ وَلَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَلِيجَةٗۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٦

وقوله عز وجل : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الذين جاهدوا مِنكُمْ } [ التوبة : 16 ] .

خطابٌ للمؤمنين ؛ كقوله : { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الجنة } [ البقرة : 214 ] ومعنى الآية : أظننتم أن تتركوا دون اختبار وامتحانٍ ، والمراد بقوله : { وَلَمَّا يَعْلَمِ الله } ، أي : لما يعلم اللَّه ذلك موْجُوداً ؛ كما عَلِمَهُ أَزلاً بشرط الوجود ، وليس يَحْدُثُ له علْم تبارك وتعالى عن ذلك ، و{ وَلِيجَةً } : معناه : بِطَانَة ودَخِيلة ، وهو مأخوذ من الوُلُوج ، فالمعنى : أَمْراً باطناً مما يُنْكَر ، وفي الآيةِ طَعْنٌ على المنافقين الذين اتخذوا الوَلاَئِجَ ، قال الفَخْر : قال أبو عُبَيْدَة : ( كلّ شيءٍ أدخلْتَه في شيءٍ ليس منه ، فهو وَلِيجةٌ ) ، وأصله من الوُلُوج ، قال الواحديُّ يقال : هو وَلِيجَةٌ ، للواحدِ والجمع . انتهى .