هذا قوله تعالى ذكره : { إصبر على ما يقولون } – إلى قوله – { وقليل ما هم[58106] } منسوخ بالأمر بالقتال ، أمر الله جل ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على قول المشركين والاحتمال منهم ، وقد علم تعالى أنه سيأمره بقتالهم في وقت آخر ، فينسخ الآخر الأول[58107] .
ثم قال : { واذكر عبدنا داوود ذا الأيد } أي : ذا[58108] القوة والبطش الشديد في ذات الله عز وجل والصبر على طاعته[58109] .
يقال : أيد وآد للقوة ، كما يقال : العيب والعاب[58110] .
قال قتادة : أعطي داود قوة في العبادة وفقها في الإسلام ، وذُكر أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر[58111] .
وقوله : { إنه أواب } ، أي : رَجَّاعٌ عما يكره الله عز وجل إلى ما يرضاه[58112] أواب[58113] وهو فعَّال للتكثير من آب يئوب إذا رجع .
قال مجاهد : أواب : رجاع عن الذنوب[58114] .
قال قتادة : كان مطيعا لله عز وجل كثير الصلاة[58115] .
وقال السدي : الأوَّاب : المسبح[58116] .
ويروى أنه قام ليلة إلى الصباح فكأنه أعجب بذلك فقيل[58117] لضفدع كلميه في أصل محرابه ، فقالت له : يا داود ، تعجب لقيام[58118] ليلة ! هذا مقامي منذ عشرين سنة شكرا لله عز وجل حين سلم/ بيضي .
قال وهب[58119] : كان داود قد قسم الدهر أثلاثا ، فيصير : يوم للعبادة ، ويوما للقضاء بين الناس ، ويوما لقضاء حوائج أهله[58120] .