قوله تعالى : { الهياكم التكاثر حتى زرتم المقابر }( [77302] ) . إلى آخرها .
أي : ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد ( عن طاعة الله حتى )( [77303] ) .
تعاددتم وتفاخرتم بأهل المقابر .
روي أن بني عبد مناف وسهما تكاثروا( [77304] ) ( بالأحياء ، فكثر بنو عبد مناف سهما ، ثم تكاثروا ) ( [77305] ) بالأموات ، ( فكثرتهم سهم ) ( [77306] ) ، فأنزل الله جل ذكره : { الهياكم التكاثر حتى زرتم المقابر } [ أي ]( [77307] ) : حتى تعاددتم وتكاثرتم بالموتى( [77308] ) .
قال قتادة : كانوا يقولون : ( نحن أكثر من بني فلان ، ونحن أعز( [77309] ) من بني فلام ) ( [77310] ) . وهو كل يوم يتساقطون أي : يموتون قال : فوالله ما زالوا( [77311] ) كذلك حتى صاروا من أهل القبول كلهم( [77312] ) . فمعنى { [ حتى ]( [77313] ) زرتم المقابر } على هذا )( [77314] ) القول : حتى صرتم من أهل المقابر ولم تقدموا عملا صالحا .
فالمعنى اشتغلتم بالدنيا والتكاثر من الأموال فيها حتى متم ولم تقدموا لأنفسكم عملا صالحا .
وروى مطرف بن عبد الله بن الشخير( [77315] ) عن أبيه أنه انتهى إلى النبي وهو يقول : { الهياكم التكاثر حتى زرتم المقابر } : ابن آدم : ليس من مالك إلا ما أكلت فأفنيْت ، أو لبِست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيتَ( [77316] ) .
وقال أبي بن كعب : كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن " [ لو أن ] ( [77317] ) لابن آدم [ واديين ] ( [77318] ) من مال لتمنى ثالث ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ، ويتوب الله على من يشاء( [77319] ) ، حتى نزلت هذه السورة : { الهياكم التكاثر } إلى آخرها( [77320] ) .