البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي

أبو حيان القرن الثامن الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 468

رَبَّنَا وَأَدۡخِلۡهُمۡ جَنَّـٰتِ عَدۡنٍ ٱلَّتِي وَعَدتَّهُمۡ وَمَن صَلَحَ مِنۡ ءَابَآئِهِمۡ وَأَزۡوَٰجِهِمۡ وَذُرِّيَّـٰتِهِمۡۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٨

ولما سألوا إزالة العقاب ، سألوا اتصال الثواب ، وكرر الدعاء بربنا فقالوا : { ربنا وأدخلهم جنات عدن } .

وقرأ الجمهور : جنات جمعاً ؛ وزيد بن علي ، والأعمش : جنة عدن بالإفراد ، وكذا في مصحف عبد الله ، وتقدم الكلام في إعراب التي في قوله : { جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب } في سورة مريم .

وقرأ ابن أبي عبلة : صلح بضم اللام ، يقال : صلح فهو صليح وصلح فهو صالح .

وقرأ عيسى : وذريتهم ، بالإفراد ؛ والجمهور بالجمع .

وعن ابن جبير في تفسير ذلك أن الرجل يدخل الجنة قبل قرابته فيقول : أين أبي ؟ أين أمي ؟ أين ابني ؟ أين زوجتي ؟ فيلحقون به لصلاحه ولتنبيهه عليه وطلبه إياهم ، وهذه دعوة الملائكة . انتهى .

وإذا كان الإنسان في خير ، ومعه عشيرته وأهله ، كان أبهج عنده وأسر لقلبه .

والظاهر عطف ومن على الضمير في وأدخلهم ، إذ هم المحدث عنهم والمسؤول لهم .

وقال الفراء ، والزجاج : نصبه من مكانين : إن شئت على الضمير في { وأدخلهم } ، وإن شئت على الضمير في { وعدتهم } .