البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي

أبو حيان القرن الثامن الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 469

وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ٢٠

{ والله يقضي بالحق } : هذا يوجب عظيم الخوف ، لأن الحاكم إذا كان عالماً بجميع الأحوال لا يقضي إلا بالحق في ما دق وجل خافه الخلق غاية .

{ والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيء } : هذا قدح في أصنامهم وتهكم بهم ، لأن ما لا يوصف بالقدرة ، لا يقال فيه يقضي ولا يقضى .

وقرأ الجمهور : { يدعون } بياء الغيبة لتناسب الضمائر الغائبة قبل .

وقرأ أبو جعفر ، وشيبة ، ونافع : بخلاف عنه ؛ وهشام : تدعون بتاء الخطاب ، أي قل لهم يا محمد .

{ إن الله هو السميع البصير } : تقرير لقوله : { يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور } ، وعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصر ما يعلمون وتعريض بأصنامهم أنها لا تسمع ولا تبصر .