فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب

تعيلب القرن الخامس عشر الهجري

صفحة 1

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣

{ الرحمن الرحيم }

ذو الرحمة الواسعة الدائمة .

أورد ابن جرير الطبري في تفسيره وفي الأثر ( الرحمن ) : رحمان الآخرة والدنيا ، و( الرحيم ) رحيم الآخرة .

ومما أورد الألوسي : . . والمراد إيصال الخير . و( الرحمن ) أبلغ من ( الرحيم ) لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ؛ فهو رحمان الدنيا لأنه يعم المؤمن والكافر ؛ ورحيم الآخرة لأنه يخص المؤمن ؛ وهما صفتان مشبهتان بنيتا لإفادة المبالغة[34] .

أما الحسن النيسابوي فقد أورد نقولا كثيرة[35] ومنها ( الرحمان ) بالنعماء وهي ما أعطى وحبا . و( الرحيم ) باللأواء وهي ما صرف وزوى .

بينما نقل أبو عبد الله القرطبي[36] عن ( الجمهور من الناس ) . . أن ( الرحمان ) مشتق من الرحمة مبني على المبالغة ؛ ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير فيها ، فلذلك لا يثنى ولا يجمع كما يثنى ( الرحيم ) ويجمع . ثم نقل عن القرطبي : يجوز أن يكون جمع بينهما للتوكيد . . والفائدة في ذلك ما قاله محمد ابن يزيد : إنه تفضل بعد تفضل ، وإنعام بعد إنعام ، وتقوية لمطالع الراغبين ؛ ووعد لا يخيب أمله . . إلى أن قال : و( الرحمان ) خاص الاسم عام الفعل . و( الرحيم ) عام الاسم خاص الفعل . هذا قول الجمهور .