الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 539

يُنَادُونَهُمۡ أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمۡ فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ وَتَرَبَّصۡتُمۡ وَٱرۡتَبۡتُمۡ وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ ١٤

ثم قال : { ينادونهم ألم نكن معكم } [67243] .

أي ينادي المنافقون المؤمنين [67244] حين حجز بينهم بالسور فبقوا في الظلمة والعذاب ، ألم نكن معكم في الدنيا نصلي ونصوم ونناكحكم ونوارثكم ، قال لهم المؤمنون ، بلى ، ولكنكم فتنتم أنفسكم فنافقتم والفتنة هنا : النفاق ، قاله مجاهد [67245] .

قال شريك بن عبد [67246] الله فتنتم أنفسكم بالشهوات واللذات وتربصتم قال بالتوبة .

{ وارتبتم } أي : سككتم .

{ حتى جاء أمر الله } يعني الموت .

{ وغركم بالله الغرور } أي [67247] الشيطان .

وقال غيره وتربصتم وتثبطتم [67248] بالإيمان ، والإقرار بالله ورسوله قال قتادة : وتربصتم : أي : بالحق وأهله [67249] .

وقيل معناه : وتربصتم بالنبي صلى الله عليه وسلم [67250] وبالمؤمنين الدوائر [67251] . وقيل تربصتم بالتوبة [67252] .

وقوله : { وارتبتم } [67253] أي : شككتم في توحيد الله [67254] سبحانه وفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .

قال قتادة : كانوا في شك من الله سبحانه وتعالى [67255] .

ثم قال : { وغرتكم الأماني } .

أي وخدعتكم أماني أنفسكم فصدتكم عن سبيل الله . وأضلتكم .

وقيل معناه : تمنيتم أن تنزل [67256] بالنبي صلى الله عليه وسلم [67257] الدوائر [67258] .

{ حتى جاء أمر الله } .

{ حتى جاء } [67259] نصر الله نبيه ودينه .

وقيل حتى جاء أمر الله يقبض أرواحكم عند تمام آجالكم .

قال [67260] قتادة وغرتكم الأماني [67261] حتى جاء أمر الله ، قال : كانوا على [67262] خدعة من الشيطان ، والله ما زالوا عليها حتى قذفهم الله في النار [67263] .

وقوله : { وغركم بالله الغرور } .

أي وخدعكم بالله الشيطان فأطمعكم في النجاة [67264] من عقوبته والسلامة من عذابه .