الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري

صفحة 453

وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ ١٥

وهي التي يقول الله جل وعز : { وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق }[58091] .

وقال ابن عباس : { فواق } ترداد[58092] . وعنه : من رجعة[58093] وقال مجاهد : ( من رجوع )[58094] .

وقال قتادة : من مثنوية ولا رجوع ( ولا ارتداد )[58095] .

وقال السدي : معناه : ما لهؤلاء المشركين بعد ذلك من إفاقة ولا رجوع إلى الدنيا .

وقال ابن زيد معناه[58096] : ما ينتظر هؤلاء المشركون إلا عذابا يهلكهم[58097] .

فالصيحة عنده : العذاب .

{ ما لها من فواق } أي لا يفيقون منها كما يفيق الذي يُغشى عليه[58098] .

وأصل هذا من فواق الناقة ، وهو ما بين الحلبتين من الراحة . فالمعنى : ما لها من راحة ، أي : لا يروحون حتى يتوبوا ويرجعوا عن كفرهم .