غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري

النيسابوري- الحسن بن محمد القرن التاسع الهجري

صفحة 458

خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّۖ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّـٰرُ ٥

كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 1

حين طعن في إلهية الأصنام عدد الصفات التي بها يستدل على الإلهية الحقة وهي أصناف : أولها قوله { خلق السموات والأرض بالحق } أي متلبساً بالغاية الصحيحة وقد مر مراراً . الثاني . { يكوّر الليل على النهار } والتكوير اللف واللي يقال كار العمامة على رأسه وكورها . وفي التشبيه أوجه منها : أن الليل والنهار متعاقبان إذا غشي أحدهما مكان الآخر فكأنما ألبسه ولف عليه . ومنها أنه شبه كل منهما إذا غيب صاحبه بشيء ظاهر لف عليه ما غيبه عن الأبصار . ومنها أن كلاً منهما يكر على الآخر كروراً متتابعاً أكوار العمامة . وقيل : أراد أنه يزيد في كل واحد منهما بقدر ما ينقص من الآخر من قوله صلى الله عليه وسلم " نعوذ بالله من الحور بعد الكور " أي من الإدبار بعد الإقبال . الثالث { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } وقد مر مثله في " فاطر " وغيره . وحيث كان الأجل المسمى شاملاً للقيامة عقبه بقوله { ألا هو العزيز الغفار } وفيه ترهيب مع ترغيب .