الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي

الثعالبي القرن التاسع الهجري

صفحة 188

أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ١٣

وقوله عز وجل : { أَلاَ تقاتلون قَوْماً نَّكَثُوا أيمانهم وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرسول } [ التوبة : 13 ] .

«ألا » : عَرْضٌ وتحضيضٌ ، قال الحسن : والمراد ب{ إِخْرَاجٍ الرسول } : إخراجُه من المدينة ، وهذا مستقيمٌ ؛ كغزوة أُحُدٍ والأحزاب ، وقال السديُّ : المرادُ مِنْ مَكَّة .

وقوله سبحانه : { وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، قيل : يراد أفعالهم بمكَّة بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ، وبالمؤمنين ، وقال مجاهدٌ : يراد به ما بَدَأَتْ به قريشٌ مِنْ معونة بني بَكْر حلفائِهِمْ ، على خُزَاعَةَ حلفاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فكان هذا بَدْءَ النقْض ، وقال الطبريُّ : يعني فعْلَهم يَوْمَ بدر .

قال الفَخْر : قال ابن إِسحاق والسُّدِّيُّ والكَلَبِيُّ : ( نزلَتْ هذه الآية في كفَّار مَكَّة ؛ نكثوا أيمانهم بعد عَهْدِ الحديبية ، وأعانوا بني بَكْر عَلَى خُزَاعة ) . انتهى .

وقوله سبحانه : { أَتَخْشَوْنَهُمْ } : استفهام على معنى التقرير والتوبيخ ، { فالله أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ } ، أي : كَامِلِي الإِيمان .