التفسير الحديث لدروزة

دروزة القرن الخامس عشر الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 588

كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ١٨

1 إن كتاب الأبرار لفي عليين : كلمة عليين صفة مبالغة من العلو . وقد جاءت في مقابل سجين ومما قيل : إنها في السماء السابعة أو في السماوات العليا أو عند عرش الله أو الجنة وعلى كل حال فإن الجملة تعني أن كتاب الأبرار قد كتب بأنهم سوف يكونون في عليين التي يتنعمون فيها .

{ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين1 ( 18 ) وما أدراك ما عليون ( 19 ) كتاب مرقوم 2 ( 20 ) يشهده المقربون ( 21 ) إن الأبرار لفي نعيم ( 22 ) على الأرائك ينظرون ( 23 ) تعرف في وجوههم نظرة النعيم ( 24 ) يسقون من رحيق3 مختوم ( 25 ) ختامه مسك 4 وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ( 26 ) ومزاجه من تسنيم 5 ( 27 ) عينا يشرب بها المقربون ( 28 ) } [ 18-28 ] .

وجريا على الأسلوب القرآني جاءت هذه الآيات لوصف مصير الأبرار الأخروي بالمقابلة : فمصيرهم قد كتب وتقرر في عليين حسب كتاب أعمالهم الذي يشهد عليه الملائكة المقربون . ومنازلهم منازل النعيم حيث تعلو فيها وجوههم بهجة السرور ويتناولون في مجالسهم الشراب الصافي النفيس الذي يمزج بماء عين التسنيم العالية في الجنة ، والذي تكون أباريقه مختومة بطينة من المسك ليكون مذاقه ورائحته مسكا . وإن هذا لهو مجال التنافس الممدوح الذي يحسن أن يتنافس فيه المتنافسون للوصول إليه .

واتصال الآيات بالسياق والموضوع قائم . والوصف قوي شائق حقا من شأنه بث الطمأنينة والشوق في نفس المؤمنين من جهة ، وقد انطوى على التنويه بالمؤمنين الذين استحقوا هذه الدرجة من النعيم والتكريم من جهة وعلى الحث على الإيمان والعمل الصالح لنيلها من جهة .