الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب

مكي ابن أبي طالب القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 520

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ ٥

{ إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع } [65013] يعني : البعث والجزاء ، والجنة والنار .

قال أبو الطفيل [65014] : شهدت علي بن أبي طالب [65015] يخطب وهو يقول : سلوني [65016] فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا أعلمتكم به ، وسلوني [65017] عن كتاب الله من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل ، فقال إليه ابن [65018] الكواء فقال : ما والذاريات ذروا ، فالحاملات وقرا ، فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا ، ( فقال علي ) [65019] : ويلك ، سل تفقها ولا تسأل تعنتا ، والذاريات ذروا : الريح [65020] ، فالحاملات وقرا : السحاب ، فالجاريات يسرا : السفن ، فالمقسمات أمرا : الملائكة ، وهو قول ابن عباس [65021] .

وقد قيل : إن الحاملات وقرا السفن تحمل أثقال بني آدم بأمر الله عز وجل [65022] [65023] .

وقيل : هي الرياح ؛ لأنها تحمل السحاب من بلد إلى بلد فتسوقه [65024] [65025] .

وقوله { لصادق } [65026] معناه لصدقه ، فوقع الاسم في موضع المصدر [65027] ، كما يأتي المصدر في موضع الاسم نحو : هو رجل عدل : أي : عادل ، ورجل رضى [65028] أي : مرضي ودرهم وزن الأمير : أي : موزونه [65029] .