وقوله سبحانه : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج } [ التوبة : 19 ] .
{ سِقَايَةَ الحاج } : كانَتْ في بني هَاشِمٍ ، وكان العبَّاس يتولاَّها ، قال الحسن : ولما نزلَتْ هذه الآيةُ ، قال العبَّاس : ما أَراني إلاَّ أتركُ السقايةَ ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : { أُقِيمُوا عَلَيْهَا فَهِيَ خَيْرٌ لَكُمْ } { وَعِمَارَةَ المسجد الحرام } : قيلَ : هي حِفْظه ممَّن يظلم فيه ، أو يقول هُجْراً ، وكان ذلك إِلى العبَّاس ، وقيل : هي السّدَانَة وَخِدْمَةِ البَيْت خَاصَّة ، وكان ذلك في بني عَبْد الدَّار ، وكان يتولاَّها عثمانُ بنُ طَلْحَة ، وابنُ عمه شَيْبَةُ ، وأقرَّها النبيُّ صلى الله عليه وسلم لهما ثَانِيَ يَوْمِ الفتحِ ، وقال : ( خُذَاهَا خَالِدَةً تَالِدَةً لاَ يُنَازِعُكُمُوهَا إِلاَّ ظَالِمٌ ) .
واختلف الناس في سبب نزولِ هذه الآية ، فقال مجاهدٌ : أُمرُوا بالهجرة ، فقال العبَّاس : أنا أسقي الحاجَّ ، وقال عثمانُ بن طلحة : أنا حاجبُ الكَعْبَة ، وقال محمدُ بنُ كَعْب : إِن العبَّاس وعليًّا وعثمان بن طلحة تَفَاخَرُوا فنزلَتِ الآية ، وقيل غير هذا .