غريب القرآن لزيد بن علي

زيد بن علي القرن الثاني الهجري
Add Enterpreta Add Translation

page 578

هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰنِ حِينٞ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ يَكُن شَيۡـٔٗا مَّذۡكُورًا١

أخبرنا أبو جعفر قال : حدّثنا علي بن أحمد . قال : حدّثنا عطاء بن السّائب عن أبي خالد عن زيد بن علي عليهما السّلامُ في قولهِ تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ } قال زيدُ بن علي عليهما السّلامُ : معناه قد أتى ، ويُقال : قَدْ جَاءَ . قال : الأَحيانُ تَنقسمُ عَلَى أربعةِ وجُوهٍ . فَحِينُ الدَّهرِ : أعوامٌ . وحِينُ الأعوامِ : أشهرٌ . وحِينُ الأَشهرِ : أيامٌ . والحِينُ : هو المَوتُ .

إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا٢

وقوله تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ } معناه مُختلطٌ ، ماءُ الرَّجلِ وماءُ المَرأةِ . ويُقالُ : الأَمشَاجُ : العُرُوقُ . ويقال : الأَلوانُ .

إِنَّا هَدَيۡنَٰهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرٗا وَإِمَّا كَفُورًا٣

وقوله تعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ } معناه بَيّنا لَهُ سُبلَ الخَيرِ والشَّرِ . فمنهم شَاكرٌ لِنعمِ الله تعالى ومنهُم كَافرٌ بِهَا .

إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا٤
إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ يَشۡرَبُونَ مِن كَأۡسٖ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا٥

وقوله تعالى : { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } معناه من خَمرٍ .

page 579

عَيۡنٗا يَشۡرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفۡجِيرٗا٦

وقوله تعالى : { يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً } معناه يَقودُونَها حَيثُ شَاءوا .

يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا٧

وقوله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ } معناه بمَا نَذرُوا مِن طَاعةِ الله وحَقِّهِ { وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } معناه فَاشٍ .

وَيُطۡعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ مِسۡكِينٗا وَيَتِيمٗا وَأَسِيرًا٨

وقوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ [ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً ] } معناه على شَهوتِهِ مِسكيناً ويتيماً وأسيراً .

إِنَّمَا نُطۡعِمُكُمۡ لِوَجۡهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمۡ جَزَآءٗ وَلَا شُكُورًا٩

وقوله تعالى : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ } قال الإِمامُ زيد بن علي عليهما السلام : أما إنهُم لَم يَتكلموا بهِ . ولكنْ عَلِمَ الله تعالى مَا في قلوبِهِم فأثنى عَلَيهم ، ليرغبَ فيهِ رَاغبٌ .

إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوۡمًا عَبُوسٗا قَمۡطَرِيرٗا١٠

وقوله تعالى : { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً } معناه يَعبسُ وَجهُهُ . والقَمطريرُ : الذي يَقْبُضَ بينَ عَينيهِ . ويقال : العَبوسُ : الضِّيقُ . والقَمطريرُ : الطَّويلُ .

فَوَقَىٰهُمُ ٱللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمِ وَلَقَّىٰهُمۡ نَضۡرَةٗ وَسُرُورٗا١١

وقوله تعالى : { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } معناه نضارةٌ في الوجوهِ ، وسُرورٌ في الصّدورِ .

وَجَزَىٰهُم بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةٗ وَحَرِيرٗا١٢

وقوله تعالى : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُواْ جَنَّةً وَحَرِيراً } معناه صَبَرُوا عن الشَّهواتِ وأَمسكوا أنفسَهُم عن اللذاتِ .

مُّتَّكِـِٔينَ فِيهَا عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِۖ لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا١٣

وقوله تعالى : { لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً } فالشَّمسُ : الحَرُّ . والزَّمهريرُ : البَردُ .

وَدَانِيَةً عَلَيۡهِمۡ ظِلَٰلُهَا وَذُلِّلَتۡ قُطُوفُهَا تَذۡلِيلٗا١٤

{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلاَلُهَا } معناه قَريبةٌ { وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا } معناه ثِمارُهَا .

وَيُطَافُ عَلَيۡهِم بِـَٔانِيَةٖ مِّن فِضَّةٖ وَأَكۡوَابٖ كَانَتۡ قَوَارِيرَا۠١٥

وقوله تعالى : { وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ } ، فالأكوابُ : الكِيزانُ التي لا عُرى لَهَا . وهي من فِضَّةٍ في صَفاءِ القَواريرِ ، وبَيَاضِ الفِضَّةِ .

قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٖ قَدَّرُوهَا تَقۡدِيرٗا١٦

وقوله تعالى : { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } معناه قُدِّرَتْ عَلَى قَدرِ رَيهِم لَيسَ فيها زِيادةٌ ولا نُقصانٌ .

وَيُسۡقَوۡنَ فِيهَا كَأۡسٗا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا١٧
عَيۡنٗا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلۡسَبِيلٗا١٨

وقوله تعالى : { عَيْناً فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً } معناه شَديدةُ الجَريةِ . ويقال : سلسلةٌ يصرفونَها حَيثُ شَاءوا .

۞وَيَطُوفُ عَلَيۡهِمۡ وِلۡدَٰنٞ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيۡتَهُمۡ حَسِبۡتَهُمۡ لُؤۡلُؤٗا مَّنثُورٗا١٩

وقوله تعالى : { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } أي مُسورون .

وَإِذَا رَأَيۡتَ ثَمَّ رَأَيۡتَ نَعِيمٗا وَمُلۡكٗا كَبِيرًا٢٠