كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 1
حكى نهاية ضعف الإنسان وتناقض آرائه بقوله : { وإذا مس } إلى آخره . وقد مر نظيره أيضاً . وقيل : إن الإنسان هو الكافر الذي نقدّم ذكره . وقيل : أريد أقوام معينون كعتبة بن ربيعة وغيره . ومعنى خوّله أعطاه لا لاستجرار العوض . قال جار الله : في حقيقته وجهان : أحدهما جعله خائل مال من قولهم هو خائل مال وخال مال إذا كان متعهداً له حسن القيام به . ومنه ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخوّل أصحابه بالموعظة أي يتعهد ويتكفل أحوالهم إن رأى منهم نشاطاً في الوعظ وعظهم . والثاني أنه جعله يخول أي يفتخر كما قيل :
إن الغني طويل الذيل مياس *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ومعنى { نسي ما كان يدعو إليه } نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه ، أو نسي ربه الذي كان يتضرع إليه و " ما " بمعنى " من " . والمراد أنه نسي أن لا مفزع ولا إله سواه وعاد إلى اتخاذ الأنداد مع الله . واللام في { ليضل } لام العاقبة . ثم هدّده بقوله { تمتع بكفرك } كقوله { اعملوا ما شئتم } [ فصلت : 40 ] وفيه أن الكافر لا يتمتع بالدنيا إلا قليلاً ثم يؤل إلى النار .