قوله تعالى :{ إياك نعبد } . وقرأ الحسن ، وأبو المتوكل ، وأبو مجلز { يعبد } بضم الياء وفتح الباء . قال ابن الأنباري : المعنى : قل يا محمد : إياك يعبد ، والعرب ترجع من الغيبة إلى الخطاب ، ومن الخطاب إلى الغيبة ، كقوله تعالى : { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } [ يونس : 22 ] وقوله : { وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء } [ الدهر : 21 ، 22 ] .
وقال لبيد :
باتت تشكى إلي النفس مجهشة *** وقد حملتك سبعا بعد سبعينا
وفي المراد بهذه العبادة ثلاثة أقوال :
أحدها : أنها بمعنى التوحيد . روي عن علي ، وابن عباس في آخرين .
والثاني : أنها بمعنى الطاعة ، كقوله : { لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ } [ يس : 60 ] .
والثالث : أنها بمعنى الدعاء ، كقوله : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتي } [ غافر : 60 ] .