غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري

النيسابوري- الحسن بن محمد القرن التاسع الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 210

وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَـٰٓؤُلَآءِ شُفَعَـٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّـُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ١٨

كلام للمؤلف في آيات المقطع له صلة: الآية 11

ثم قبح الله أصنامهم معارضة لهم بنقيض مقصودهم من الالتماس فقال { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم } إن لم يعبدوه { ولا ينفعهم } إن عبدوه ومن حق المعبود أن يكون مثيباً معاقباً . وفيه إشعار بأنها جماد ، والمعبود لا بد أن يكون أكمل من العابد ، وإذا كانت المنافع والمضار كلها من الله فلا تليق العبادة إلا له { ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } قد ذكرنا وجه ذلك في أوائل سورة البقرة في قوله : { فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } [ الآية : 22 ] ثم أنكر عليهم معتقدهم بقوله : { قل أتنبئون الله بما لا يعلم } والمراد أنه لا وجود لكونهم شفعاء إذ لو كان موجوداً لكان معلوماً للعالم بالذات المحيط بجميع المعلومات وهذا مجاز مشهور . تقول : ما علم الله ذلك مني . والمقصود أنه ما وجد منك ذلك قط . وفي قوله : { في السموات ولا في الأرض } تأكيد آخر لنفيه لأن ما لم يوجد فيهما فهو منتفٍ معدوم . قوله : { سبحانه وتعالى عما يشركون } إما أن يكون من تمام ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم ، أو ابتداء كلام من الله تعالى تنزيهاً لنفسه عن إشراكهم أو عن الشركاء الذين يشركونهم به .