{ يومئذ تعرضون } أيها الناس كافة على الله تعالى للحساب وهذا بعد نفخة البعث والجملة مستأنفة كأنها في جواب ما يفعل بنا ذلك اليوم { لا تخفى } قرأ الجمهور بالتاء نظرا إلى تأنيث الفاعل وحمزة والكسائي بالياء للفصل { منكم خافية } أي فعله سريرة وجملة لا يخفى إما بدل اشتمال من تعرضون أو حال من فاعله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات أما عرضتان فجدال ومعاذير وأما الثالثة فعند ذلك تتطاهر الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه بشماله )[5149] رواه الترمذي عن أبي هريرة وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري والبيهقي عن ابن مسعود ، قال الحكيم الترمذي الجدال للأعداء يجادلون لأنهم لا يعرفون ربهم فيظنون أنهم إذا جادلوه نجوا وقامت حجتهم والمعاذير لله تعالى يعتذر إلى آدم وأنبيائه ويقيم حجة عندهم على الأعداء ثم يبعثهم إلى النار وأما العرضة الثالثة للمؤمنين وهو العرض إلا أن يخلو بهم فيعاتب مزيد عتابه في تلك الخلوة حتى يذوق الحياء والخجل ثم يغفر لهم ويرضى منهم .