سورة القيامة
مكية . وهي أربعون آية . ومناسبتها : قوله : { بل لا يخافون الآخرة } [ المدثر : 53 ] فإنها القيامة التي أقسم بها ، حيث قال :
بسم الله الرحمان الرحيم :
{ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ }*{ وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }*{ أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ }*{ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ }*{ بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ }*{ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ }*{ فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ }*{ وَخَسَفَ الْقَمَرُ }*{ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ }*{ يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ }*{ كَلاَّ لاَ وَزَرَ }*{ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ }*{ يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ }*{ بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ }*{ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ } .
يقول الحق جلّ جلاله : { لا أُقسم } أي : أُقسم . وإدخال " لا " النافية على فعل القسم شائع ، كإدخاله على المقسم به في " لا وربك " و " لا والله " ، وفائدتها : توكيد القسم ، وقيل : صلة ، كقوله : { لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ } [ الحديد : 25 ] وقيل : هي نفي وَرَدَ لكلام معهود قبل القسم ، كأنهم أنكروا البعث ، فقيل : لا ، أي : ليس الأمر كذلك ، ثم قال : أُقسم { بيوم القيامة } إنَّ البعث لواقع . وأيًّا ما كان ففي الإقسام على تحقيق البعث بيوم القيامة من الجزالة ما لا يخفى . وقيل : أصله : لأُقسم ، كقراءة ابن كثير ، على أنَّ اللام للابتداء ، و " أقسم " : خبر مبتدأ مضمر ، أي : لأنا أُقسم ، ويُقويه أنه في الإمام بغير ألف ثم أشبع فجاء الألف .