{ إياك نعبد } أي نخضع لك بالعبادة والاستعانة ، لا نعبد غيرك ولا نستعينه ، إلتفات خرج من الغيبة إلى الخطاب ، والإلتفات يكون من الغيبة الى الخطاب مثل هذا ، ومن الخطاب الى الغيبة مثل قوله تعالى :
{ حتى اذا كنتم في الفلك وجَرين بهم } [ يونس : 22 ] ومن الغيبة الى المتكلم مثل قوله تعالى : { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه الى بلد ميت } [ فاطر : 9 ] وقد التفت امرئ القيس ثلاثة التفاتات في ثلاثة أبيات وهو قوله :
تطاول ليلك بالاثمد *** ونام الخلي ولم يرقد
وبات وباتت له ليلة *** كليلة ذي العابر الارمِد
وذلك من نبإ جاءني *** وخُبِّرْته عن أبي الاسوَدِ
العابر : انسان العين ، والرمد : وجع العين ، وكان من حقه ان يقول : تطاول ليلي بالاُثمد ، لأنه يخاطب نفسه . { واياك نستعين } اي نطلب المعونة منك على عبادتك .