تفسير القرآن للسمعاني

السمعاني القرن الخامس الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 187

فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥

قوله تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ) روي في التفاسير «أن النبي صلى الله عليه وسلم أجل المشركين الذين كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد أربعة أشهر ، وأجل الذين لم يكن بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم عهد باقي ذي الحجة والمحرم وهو خمسون ليلة »( [1680] ) فهذا معنى الآية .

فإن قيل : قال تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم ) وما ذكرتم بعض الأشهر الحرم .

قلنا : هذا القدر كان متصلا بما مضى ؛ فأطلق عليه اسم الجميع ، ومعناه : هو مضى المدة المعروفة التي تقع بعد انسلاخ الأشهر الحرم .

قوله تعالى : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) معناه معلوم .

قوله ( وخذوهم ) ظاهر . أي : خذوهم أسرا ؛ والعرب تسمي الأسير أخيذا ، وفي المثل : أكذب من أخيذ .

قوله تعالى : ( واحصروهم ) يعني : واحبسوهم ، يعني : حولوا بينهم وبين المسجد الحرام ، هذا هو معنى الحبس هاهنا .

وقوله : ( واقعدوا لهم كل مرصد ) قال أبو عبيدة : المرصد : الطرق . يعني اقعدوا لهم بطرق مكة حتى لا يصلوا إلى المسجد الحرام قال الشاعر :

ولقد علمت [ ولا أخالك ناسيا ] ( [1681] ) *** أن المنية للفتى بالمرصد

قوله : ( فإن تابوا ) يعني : آمنوا ( وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) يعني : خلوا سبيلهم ليصلوا إلى المسجد الحرام( إن الله غفور رحيم ) معلوم .