ثم قال : { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } ، أي كثير من القرون أهلكنا قبل هؤلاء المشركين الذين كذبوا رسلهم .
{ فنادوا } ، أي : فضجوا إلى ربهم وَعَجُّوا واستغاثوا بالتوبة حين نزل بهم العذاب .
{ ولات حين مناص } ، أي : وليس ذلك الوقت حين فرار ولا هرب من العذاب بالتوبة لأنه أوان لا تنفع فيه التوبة .
( ولات ) حرف مشبه بليس ، والاسم[58027] في الجملة مضمر . ( أي : ليس )[58028] حينكم حين مناص . هذا مذهب سيبويه[58029] . والتاء دخلت لتأنيث الكلمة ، وحكُي أن من العرب من يرفع بها . وهو قليل على حذف الخبر[58030] .
والوقف عليها عند سيبويه والفراء وابن كيسان[58031] وأبي إسحاق بالتاء لشبهها بليس ، ولأنها كذلك في المصاحف ، وهو مذهب الفراء[58032] .
والوقف عليها عند الكسائي والمبرد[58033] بالهاء كرُبَّه وثَمه[58034] .
ومناص : مَفْعَلٌ من ناص ينصوص إذا تأخر . فالنوص التأخر ، والبوص التقدم[58035] .