البيان في معاني القرآن

القرن الخامس عشر الهجري
Add Enterpreta Add Translation

page 1

بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ١

(1) ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ الباء للاستعانة أي: استعين بالله، والله علم على الذات الإلهية لا يسمى به غيره، والرحمٰن دال على الصفة القائمة بالذات والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه.

ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ٢

(2) ﴿الْحَمْدُ للّهِ﴾ مبتدأ وخبرٌ، كأنه يُخبر أن الله هو المستحقُّ للحمدِ، وهو بمعنى الأمرِ؛ أي: احمَدوه ﴿رَبِّ﴾ أي: مالك، ويكونُ بمعنى التربية والإصلاح ﴿الْعَالَمِين﴾ أصنافِ الخلائق، فكلُّ موجودٍ سوى الله يقال لجملته: عالَمٌ؛ فالله سبحانَهُ مالكُ العالَمين ومُرَبِّيهم.

ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ٣

(3) ﴿الرَّحْمـنِ الرَّحِيم﴾.

مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ٤

(4) ﴿مَـالِكِ يَوْمِ الدِّين﴾ أي: الجزاء، ومنه قولُهم: كما تَدِينُ تُدان.

إِيَّاكَ نَعۡبُدُ وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ٥

(5) ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ أي: نوحِّدُك ونُطيعكَ خاضعين ﴿وإِيَّاكَ﴾ كرَّرها؛ تأكيدًا للاختصاص ﴿نَسْتَعِين﴾ نطلبُ منك المعونةَ على عبادتك، وعلى جميع أمورِنا.

ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ٦

(6) ﴿اهدِنَــــا﴾ أي: أرشِدْنا ووفّقنا، وهذا الدعاءُ من المؤمنين ـ مع كونهم على الهداية ـ بمعنى التثبيت، وبمعنى طلبِ مزيدِ الهداية ﴿الصِّرَاطَ المُستَقِيم﴾ الطريقَ الواضحَ، وهو الإسلام، أو القرآن.

صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ٧

(7) ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ﴾ الذين مَنَنْتَ ﴿عَلَيهِمْ﴾ بالهدايةِ والتوفيق، وهم كلُّ من ثبَّته اللهُ على الإيمان من النبيِّين، والصدِّيقين، والشهداءِ، والصالحين ﴿غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ﴾ يعني: غيرِ صراطِ الذين غضبتَ عليهم، وهم اليهودُ ﴿وَلاَ الضَّالِّين﴾ أي: وغيرِ الضالِّين عن الهدى، وهم النصارى.