تفسير القرآن للمراغي

المراغي القرن الرابع عشر الهجري
Add Enterpreta Add Translation

صفحة 436

۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلۡفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِۖ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلۡغَنِيُّ ٱلۡحَمِيدُ ١٥

الإيضاح :

( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد( أي أنتم أيها العباد أولوا الحاجة والفقر إلى خالقكم ورازقكم ، فإياه فاعبدوا ، وإلى رضاه فسارعوا ، وهو الغني عن عبادتكم وعن غيرها ، وهو المحمود على نعمه ، فكل نعمة بكم وبسواكم فهي منه ، فله الحمد والشكر على كل حال .

والخلاصة : أنتم في حاجة إليه وهو ذو الغنى وحده لا شريك له ، والمحمود في جميع ما يقول ويفعل ويشرع لكم ولغيركم من الأحكام .

ثم أرشد إلى غناه وإلى قدرته الكاملة بقوله : [ إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز( .( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد15 إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد16 وما ذالك على الله بعزيز17 ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربي إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير( ( فاطر : 15-18 ) .

المعنى الجملي : بعد أن ذكر سبحانه أن ملك السماوات والأرض له ، وأن ما يدعون من دونه من الأصنام والأوثان لا يملك شيئا ولا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا- أعقب هذا بما هو فذلكة لما تقدم وكالنتيجة له ، بأنه لا افتقار إلا إليه ولا اتكال إلا عليه ، فهو الذي تجب عبادته وحده ، لأن النفع والضر بيده لا شريك له ثم بين أنه يوم القيامة لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا تستطيع دفع ضر عنها ولو كانت ذات قرابة منها ، ثم أرشد إلى أن البشارة والإنذار إنما تجدي نفعا لدى من يخشى الله ويخاف عقابه ، وأن من يتزكى فنفع ذلك عائد إليه ، وإلى الله عاقبة الأمور كلها ومردها إليه .